صار للموارنة مطرانية جديدة في فرنسا، دشنها البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر امس في مدينة مودون احدى ضواحي باريس، وكان للمناسبة قداس في كنيسة سيدة لبنان في شارع أولم في الذكرى المئوية الاولى لتأسيس رعية سيدة لبنان ولمناسبة تدشين المطرانية الجديدة.
وغصت الكنيسة وردهاتها بالمصلين في قداس ترأسه الراعي وعاونه فيه راعي الأبرشية الجديدة المطران مارون ناصر الجميل والنائب البطريركي العام المطران بولس الصياح وكاهن سيدة لبنان المونسنيور امين شاهين يحوطهم عشرات الاساقفة والكهنة. وأدت الخدمة جوقة سيدة لبنان بقيادة الأب يوحنا جحا.
وحضر الوزيران جبران باسيل والياس بو صعب والنائب السابق لرئيس الحكومة عصام فارس ونجله نجاد، والوزراء السابقون سليم الجاهل ووديع الخازن وابرهيم الضاهر وسليم الصايغ ودميانوس قطار، والسفير اللبناني لدى الاونيسكو خليل كرم والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في باريس غدي خوري وسفير جامعة الدول العربية بطرس عساكر، ووفد من المؤسسة المارونية للانتشار ضم روز شويري وشارل حاج وانطوان واكيم وامل ابو زيد وريتا غصن وجوزف فغالي وهيام بستاني، ورئيس المؤسسة البطريركية للانماء الشامل سليم صفير والدكتور نزار يونس ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر وحشد من اللبنانيين وأصدقائهم الفرنسيين.
وحضر من الفرنسيين المستشار للشؤون الدينية في وزارة الخارجية جان كريستوف بوسال ممثلاً وزير الخارجية لوران فابيوس، والنائبان فاليري بيكرس وفيليب غوجون وعمدة الاسرة الخامسة في باريس فلورانس برتو.
واستهل المطران الجميل القداس بكلمة رحب فيها بالحضور، مشيراً الى الحلم الذي تحقق بتدشين المطرانية، وعلق أهمية على الدور الذي يمكن ان تلعبه لنشر التقاليد المارونية واللبنانية وإحياء تراث الآباء والاجداد وجمع اللبنانيين في فرنسا.
وبعد الانجيل ألقى الراعي عظة حيّا فيها الحاضرين لبنانيين وفرنسيين، ثم تناول الوضع في المنطقة وصلى “ليخشى امراء الحروب والمتقاتلين والمحرضون عليها بمد السلاح والمال والدعم السياسي وان يوقفوا بمؤازرة الأسرة الدولية الحرب في فلسطين والعراق وسوريا واليمن رحمة بالمواطنين الابرياء”. كما صلى “من اجل المسؤولين في لبنان لكي يتحملوا مسؤولياتهم التاريخية ويشرعوا في انتخاب رئيس للجمهورية”، مشيراً الى ان “من المخجل ان يبدأ الفراغ الرئاسي شهره الثاني عشر اليوم بالذات (أمس)”، وملاحظاً ان لا مبرر لعدم انتخاب رئيس. وأكد انه يسعى مع “القريب والبعيد ومع الدول الصديقة وفي مقدمها فرنسا النبيلة، لإنجاز هذا الاستحقاق قبل ان ينهار الهيكل على رؤوس الجميع”.
وبعد القداس أقيم غداء حاشد في دار المطرانية الجديدة.
التدشين
وظهراً انتقل الراعي الى مدينة مودون التي تبعد نحو 45 دقيقة بالسيارة عن باريس، ورافقه فارس في السيارة التي وضعها في تصرفه. وهناك دشن مقر المطرانية المبني قديماً على التراث الفرنسي الريفي، وألقى رئيس لجنة المشروع الدكتور الياس حسون كلمة، ثم أعلن المطران الجميل إطلاق اسم بيت مارون على المقر ووضعه في تصرف أبناء الرعية. كذلك ألقى الراعي كلمة أكد فيها التمسك بالأصالة والرسالة، ونوه بالعلاقة التاريخية بين الموارنة وفرنسا.
وبعد صلاة شكر الجميل عمدة مودون هيرفيه مارساي على التسهيلات التي قدمها الى المطرانية، كما شكر المساهمين في شراء المبنى خصوصاً فارس وعائلته.
الاونيسكو
وكان البطريرك الراعي زار مقر منظمة الاونيسكو في باريس مساء السبت، في اطار الاحتفالات بمرور سبعين عاماً على انشاء المنظمة التابعة للأمم المتحدة. وتأتي الزيارة بين زيارتي رئيس وزراء الهند نارندا مودي والأمين العام للأمم المتحدة بان كي – مون. وحضرت المديرة العامة للاونيسكو إيرينا بوكوفا، ومندوب لبنان لدى الاونيسكو السفير خليل كرم والقائم باعمال السفارة اللبنانية غادي خوري، ومدعوون.
والقت بوكوفا كلمة أشارت فيها الى ما يتحمله لبنان نتيجة الحرب السورية من نزوح، اضافة الى نزوح الآلاف من العراق وغيره، ونوّهت بدور البطريرك الراعي التوفيقي ودور البطريركية عموماً. وتلاها السفير كرم مثنياً على مواقف الراعي، ومشدداً على الضرورة الملحة للتوقف عند مسألة دور المسيحيين في الشرق الاوسط.
ثم ألقى الراعي كلمة أكد فيها “الدور الرئيسي والاساسي لمسيحيي الشرق الاوسط في دعم ثقافة السلام”، مذكراً بوجودهم التاريخي المتجذر في المنطقة منذ ما يزيد على ألفي سنة، وأطلق نداء مدوّياً داعياً المجتمع الدولي الى “اتخاذ جميع التدابير الكفيلة بحماية هذا الوجود وهذا الشرق”. وطالب بضرورة الدعم الدولي لانتخاب رئيس للجمهورية “الضمانة للعيش المشترك”، داعياً الى “حماية الصيغة اللبنانية والى المساعدة لنعيد الى الشرق الاوسط رسالة الانجيل وهي رسالة المحبة والسلام الذي هو ثمرة العدالة”.
وقدمت بوكوفا الى البطريرك الماروني ميدالية الذكرى السبعين لتأسيس الاونيسكو.
باريس / حبيب شلوق / النهار