هاجم البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعنف منتقديه لزيارته أراضي النطاق البطريركي في الأراضي المحتلة، لدى عودته إلى بيروت، مساء الثلثاء آتيا من فرنسا، بعد زيارة شملت الفاتيكان، حيث شارك في احتفالات تطويب البابوين يوحنا الثالث والعشرين ويوحنا بولس الثاني، وترأس في سيدة لورد في فرنسا قداساً بدعوة من منظمة فرسان مالطا في لبنان.
واستقبله في المطار ممثل رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزير العمل سجعان قزي، ورئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن، والرئيس السابق للرابطة المارونية جوزف طربيه، وشخصيات.
وشكر الراعي في تصريح له رئيس الجمهورية لإيفاده ممثلاً له في ذهابه وإيابه، كذلك شكر رئيس فرسان مالطا في لبنان مروان صحناوي “لإتاحته المجال لي للمشاركة في هذه الزيارة العالمية لفرسان مالطا، حيث شارك أكثر من 7000 مشارك من القارات الخمس، عدا السياح الذين غصت بهم لورد في هذه المناسبة”.
ورداً على سؤال تناول موقف منتقديه لعزمه على زيارة الأبرشية المارونية في الأراضي المحتلة، قال: “كالعادة، كلما علا وجه لبنان وأطل معه البطريرك يبدأون في الداخل اللبناني بالحرتقات. وعلى سبيل المثال، نذكر الزيارتين الرسميتين لفرنسا، حيث التقيت في الأولى الرئيس ساركوزي. وعندما زرنا جنيف، وتحدثنا عن لبنان وأهمية دوره في المنطقة والشرق الاوسط، اختلقوا في الداخل أحاديث عن أن البطريرك استبعد المرشحين. وبالنسبة إلى الزيارة للاراضي المقدسة، نحن وأنتم نقول بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق، وهذا يعني أن البطريرك له ولاية من تركيا إلى موريتانيا وعمقا الخليج العربي، وصولا إلى إيران والسعودية والعراق، فإلى حدود الهند. هذه كلها تحت الولاية البطريركية، وسيأتي بابا روما الذي هو رئيسي، رئيس الكنيسة الى الأراضي البطريركية التي أنا أجلس على كرسيها، فهل أبقى في بيتي؟ لدي واجب كنسي يقضي بأن أستقبل البابا.
البابا سيزور الأردن، وفي الأردن نيابة بطريركية، وعليّ أن أكون أنا في استقباله في الأردن. لدينا رعية وجالية مارونية هناك، وسيزور الأراضي المقدسة والقدس أولا، فالقدس هي مدينتنا نحن المسيحيين قبل كل الناس، وهي المدينة المقدسة أم الكنائس، والقدس العربية. وأنا ذاهب الى هناك لأقول بأعلى صوتي إنها مدينتنا، فلا يكفي أن نلقي الخطب عن القدس وأن نتغنى بها فقط. هناك نائب بطريركي في القدس، ولدي وكالة بطريركية فيها، ولدينا شعب ورعية هناك، فأنا ذاهب لأزور الرعية والشعب.
أنا ذاهب إلى الأراضي المقدسة الموجودة قبل أن توجد اسرائيل في 1948، ونحن موجودون في حيفا والجليل، حيث رعايانا هناك قبل أن تولد اسرائيل، كما قلت. وطالما كانت لدينا مطرانية صور والأراضي المقدسة، فهل يعقل أن يمنعني أحد من زيارة شعبي؟ فأنا كبطريرك مجبر على أن أقوم بمثل هذه الزيارة، والقانون يجبرني أن أزور أبناء كنيستي كل 5 سنوات. هنا، يتشدقون في معظمهم بالقضية الفلسطينية، وأنا ذاهب الى بيت لحم لأدافع عنها. وأثناء لقائي الرئيس الفلسطيني محمود عباس سأقول له: لديكم كل الحق في أن تكون لكم دولة مستقلة وأن يعود شعبكم الى أرضه ودياره. فهل هذا يشكل جرما في نظر البعض؟
وبالنسبة إلى الشؤون السياسية، أعلم علم اليقين أن لبنان في موقع عداوة مع اسرائيل، وزيارتي ليست لها علاقة بإسرائيل. فأنا لست ذاهبا الى اسرائيل، بل الى القدس والأراضي المقدسة (…). لذلك، أرجو من الجميع احترام مقام البطريرك، وليس مسموحا لأحد أن يكتب عن هذا الموضوع كما يشاء، فأنا لم أطلب رأي أحد في قبول القيام بهذه الزيارة للأراضي المقدسة، أو عدم قبول القيام بها، وأي شخص يجد نفسه محرجاً أو متضايقاً من رسالتي هذه ففي إمكانه ألا يزور بكركي، ومن يشعر بأنه سيصغر إذا زار بكركي فلا يأتي اليها، وأنا أطلب منه ذلك، فلا أريد أن ينزعج مني أحد، كما لا أريد أن يقول لي أحد ماذا علي أن أفعل”.
النهار