زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، دارة الرئيس الراحل عمر كرامي، يرافقه المطرانان جورج بو جودة وطانيوس الخوري، معزياً بالرئيس الراحل. وكان في استقبالهم أرملة الرئيس كرامي مريم وشقيقه معن ونجلاه خالد والوزير السابق فيصل كرامي وأفراد العائلة، وقائد سرية درك طرابلس العميد بسام الأيوبي.
وقال بعد التعزية: “نحن نريد ان نحيي مجدداً مدينة طرابلس بكل ظروفها، وخصوصاً أنها مرت بظروف صعبة هذه السنة، آخرها الإنفجاران الإنتحارين اللذان حصلا في جبل محسن، لأقول إن طرابلس هي النموذج اللبناني، نموذج العيش معا والتعددية اللبنانية، ونأمل جميعنا في ان تستعيد أمنها واستقرارها ورونقها وانفتاحها على كل الناس، لأنها قديما كانت محطة لمن يريد الخير، وكانوا يطلقون عليها أم الفقير، نحن لا نريدها مدينة فقر، بل نريدها كما كانت أماً للفقير”.
ورد كرامي: “نحن كنا دائما بتوجيهات من دولة الرئيس عمر كرامي، على تواصل مع غبطة البطريرك الراعي، وقد التقيناه في روما، وكانت الجلسات معه دائما بناءة وممتعة ومثمرة. وإن شاء الله سنقوم بزيارة قريبا للصرح البطريركي، ونكون الى جانبه مهنئين بانتخاب رئيس جديد للجمهورية، في أسرع وقت”.
جبل محسن
وزار الراعي جبل محسن، وقدم التعازي بضحايا التفجيرين الى رئيس المجلس الاسلامي العلوي والشيخ أسد عاصي، الذي وصف الزيارة بأنها “بلسم للجروح”، وأمل في أن تستمر هذه الدولة، شاكراً قيادة الجيش “العين الساهرة والوجوه النافرة، والعيون الناظرة لحماية هذا الوطن الكريم”.
وأبدى الراعي تقديره لعاصي وذوي الضحايا، ومما قال: “كل لبنان يقرّر كيف أطفأتم فتيل الشر، فتيل الثأر، وارتضيتم هذه الذبيحة (…) أنتم اتخذتم هذا الموقف من سماحة الإسلام، من تقاليدكم وحريتكم وتشكرون عليه كثيراً. والله سبحانه وتعالى كفيل بأن يعوض ويعزي بما أنتم ترغبون في سلام لبنان وطمأنينته، سلام طرابلس، وأمن طرابلس”. وحيا “كل القيادات الروحية الطرابلسية التي وقفت معكم وقفة واحدة”.
أضاف: “لا يسعنا إلا أن نوجه النداء معكم الى الدولة اللبنانية، اضافة الى ندائكم، طرابلس التي كانت تسمى مدينة الفقراء، لا يجوز أن تكون مدينة الفقر، ولا مدينة الحرمان. فمن الضروري جداً، وهذا صوتي مع صوتكم من أجل إنماء هذه المدينة. إخراج كل أبنائها والمنطقة من الحرمان والفقر، لكي تقفل الطريق على كل الذين يريدون أن يستغلوا إخوتنا في فقرهم وعوزهم، وآن الأوان أن تتحمل الدولة مسؤوليتها في الإنماء المتوازن. فلا سلام حيث الحرمان ولا سلام حيث لا إنماء”.
في بكركي
وكان ترأس قداس الأحد في بكركي، وألقى عظة تناول فيها الشأن العام، فرحّب بنجاح الخطة الأمنية في سجن روميه، وأثنى على القبض على شربل خليل المتهم بقتل الشاب إيف نوفل، وتسليم الذين شاركوا في ارتكاب الجريمة أنفسهم للمراجع المختصة، وطالب بأن تأخذ العدالة مجراها في حقهم. وحض على انتخاب رئيس للجمهورية في أسرع ما يمكن، ووضع قانون جديد للانتخابات النيابية.
النهار