بركة زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لمنطقة البقاع امس لترؤس جناز اربعين صبحي فخري وعقيلته نديمة اللذين سقطا برصاص مسلحين من آل جعفر مع ابنهما الجريح روميو، بدأت بهطول الامطار لتروي الأرض وقلوب عائلات شهداء الجيش وقوى الأمن الداخلي الذين اعدموا على يد المجموعات المسلحة والذين خصص البطريرك الماروني المحطات الأولى من زيارته لهم.
المحطة الأولى للزيارة كانت في منزل الشهيد العريف محمد معروف حمية في بلدة طاريا، حيث قدم التعازي إلى عائلته يرافقه المطرانان سمعان عطاالله وبولس منجد الهاشم. وكان في استقباله الوزيران حسين الحاج حسن ونبيل دي فريج والوزير السابق فايز شكر والأرشمندريت تيودور غندور ممثلاً متروبوليت زحلة للروم الأرثوذكس المطران اسبيريدون خوري، ومفتي بعلبك بكر الرفاعي والمفتي الجعفري الشيخ خليل شقير ومشايخ وفاعليات. ونحرت خراف لنيل بركة زيارة البطريرك.
وتحدث البطريرك الراعي فنقل تحية البابا فرنسيس الذي عبر عن تضامنه حيال سقوط شهداء ولا سيما في عرسال مشددا على “أن قضية العسكريين المخطوفين تحتاج إلى مزيد من الوحدة والتعاون والعيش الواحد”. وأضاف: “اذا كنا نعيش في صعوبة داخلية، فعلينا حمل الرسالة مسلمين ومسيحيين محافظين على النسيج ومتعالين على كل المؤمرات التي تأتينا والتي تريد هدم رسالة وطننا لبنان وسنبقى يداً في يد والقلب بالقلب”.
وقال: “اتينا لنكون مع عائلات الشهداء الذين تقبلوا شهادة ابنائهم وقدموها قرابين فداء للبنان والجيش والبقاع، ولنعزي قلوبهم بالعاطفة ونحن في سعادة داخلية على رغم اننا في واجب عزاء ونعبر عن تضامننا معكم. هذه الخسارة هي خسارة لكل لبنان، وهم شهداء الجيش والمقاومة نحييهما معا. وفي هذا الظرف الصعب داخليا واقليميا لا يمكننا الا ان ندعم الجيش بكل المؤسسات ولا نقل أن لدى المسلحين مخطوفين بل مأسورين، آملاً في عودتهم الى عائلاتهم”.
ومن أرض البقاع توجه الى جميع اللبنانيين: “حافظوا على المحبة وبالتعاون نتجاوز مع اهلنا كل الخروق ويكون الميلاد خيراً كبيراً على أهلنا كما العام ٢٠١٥ . نحن نشعر كم ان الشرق في حاجة اليوم إلى لبنان الذي يحمل رسالة العيش معاً ودماء شهدائنا هي الضمان لحماية لبنان، ونأمل في أن تكون صلاتنا في مستوى دماء هؤلاء العسكريين”.
وعبّر والد الشهيد معروف حمية عن افتخاره بقدوم البطريرك الى منزله قائلاً: “باركت البيت والدار بقدومك”. وتحدث مصطفى الفوعاني باسم الرئيس نبيه بري مرحبا بالبطريرك في البقاع ومعتبراً “أن الزيارة تؤكد ان البقاع الذي اريد له ان يكون بوابة للفتنة هو مانع لها”.
في الأنصار والبزالية
ثم انتقل الراعي والوفد المرافق الى بلدة الأنصار حيث زار عائلة الشهيد الجندي عباس مدلج معزياً، ثم الى بلدة البزالية حيث قدم العزاء إلى عائلة الشهيد علي البزال، مؤكدا تضامنه ومؤاساته لعائلات الشهداء حمية ومدلج والبزال وقال “أن دماء كل الشهداء الذين سقطوا هي الضمانة الاساسية لحماية لبنان” وبارك عمل الحكومة وكل مساعيها لتحرير العسكريين.
في بتدعي
وختمت الزيارة في كنيسة مار نهرا في بلدة بتدعي حيث ترأس جناز اربعين المغدورين صبحي الفخري وزوجته نديمة وشاركه المطارنة سمعان عطاالله والهاشم والياس رحال وعدد من الكهنة. وشدد في عظته على ان “لا مصالحة بدون عدالة” آملاً في “أن يكشف نجم العدالة مرتكبي الجريمة لكي يعودوا بالتوبة الصادقة الى الله ويفتحوا المجال للمصالحة والغفران معهم ومع اهلهم وآل جعفر الذين نخالهم يقبحون هذه الجريمة لكي تنعم هذه المنطقة البقاعية بالسلام وطيب العيش معاً”.
وخاطب راعي ابرشية بعلبك ودير الاحمر للموارنة المطران عطاالله: “انتم تنادون الدولة ونحن معكم لتمارس العدالة احتراما لشريعة الله وصونا لحياة المواطنين وحقوقهم وممتلكاتهم في هذه المنطقة وحفاظاً على هيبة الدولة والسلطة فيها، ونددتم بالجريمة ونحن معكم، وبالنافذين السياسيين الذين ربما يغطون الجريمة ومرتكبيها من اجل مآرب سياسية مذهبية قائلين لهم : انتم بذلك ترتكبون الجريمة الثانية وتنتهكون العدالة ونناشد معكم آل جعفر طالبين منهم بحكم شرف العشيرة بأن يسلموا القتلة لكي ينفتح أمامهم باب المصالة فلا مصالحة من دون عدالة. ونقول للدولة والاجهزة الامنية من المعيب جداً أن يصبح البقاع أرضا سائبة لقطاعي الطرق والمعتدين على ارواح الناس. ومن المؤلم حقا كما يشيع ابناء المنطقة أن بعضاً من المسؤولين عن امن المواطنين يرتشون من اجل غض النظر عما يرتكبه قطاع الطرق، فهل اصبح البقاع العزيز أرض العصابات؟”.
النهار