ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في بكركي أمس، وعاونه فيه لفيف من المطارنة والكهنة، وحضره حشد من المؤمنين في مقدمهم عائلة الممثل عصام بريدي.
وبعد الانجيل ألقى الراعي عظة دينية، وقال: “سلام المسيح المثلث، الروحي والاجتماعي والسياسي، ينتزع الخوف من النفوس، ويزرع في القلوب الرجاء والشجاعة. هذا السلام ينفي النزاعات والحروب. ويعمل بشكلٍ دؤوب على إزالة أسبابها، أي الظلم والاستبداد والاستكبار، والتعدّي على حقوق الغير، واستباحة تجاوز القوانين وقواعد الحياة العامة، وممارسة النفوذ السلبي على الآخرين، وسواها من الأسباب التي تعكّر العيش معا. كم يعيش حاليا، في حالة خوف ويأس وإحباط، شعوب لبنان وبلدان الشرق الأوسط التي تعاني ويلات الحروب، كفلسطين والعراق وسوريا واليمن! وكم يتوقون إلى سلام عادل وشامل ودائم، يتم التوصل إليه عبر السبل السلمية والديبلوماسية، لا عبر الحرب التي لا تولّد إلا الحرب مع ما تخلّف من دمار وقتل وتهجير”.
وقال: “في لبنان، نصلّي لكي يسمع أعضاء الكتل السياسية والنيابية صوت إنجيل السلام، ويسكن سلام المسيح في قلوبهم، فيتجردوا من مصالحهم وحساباتهم وقيودهم، ويتسلحوا بشجاعة حرية الرأي والقرار، ويعمدوا إلى مبادرات فعلية تمكّنهم من انتخاب رئيس للجمهورية قبل الخامس والعشرين من أيار الجاري الذي تنتهي معه سنة كاملة على فراغ سدة الرئاسة وإقفال القصر الجمهوري. هل الكرامة الوطنية تقبل بهذا الأمر، وبخاصة بمخالفة الدستور بعدم انتخاب رئيس للبلاد، فيما الدستور يقضي بانتخابه قبل نهاية ولايته بشهرين، وبنقض الميثاق الوطني بإقصاء العنصر المسيحي عن رئاسة الدولة؟ أجل، لا خلاص من معاناتنا الوطنية هذه، إلا بوجود سلام المسيح في قلوب المسؤولين السياسيين وضمائرهم! إننا على هذه النية لا نفتأ نصلي كل يوم. فسلام المسيح خدمة وتفان وإسعاد للمواطنين”.
النهار