ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداساً احتفالياً في بكركي أمس، لمناسبة اختتام احتفالات اليوبيل المئوي الأول لوفاة القديسة رفقا، وخدمت القداس جوقة القديسة رفقا بقيادة الأخت مارانا سعد.
في بداية القداس، ألقت الرئيسة العامة لرهبانية الراهبات اللبنانيات المارونيات الام صونيا الغصين كلمة، ثم قدمت ورئيسة دير جربتا الاخت ميلاني مقصود شعار اليوبيل إلى البطريرك، وهو عبارة عن تمثال للقديسة رفقا للنحات نايف علوان.
وبعد الانجيل، ألقى الراعي عظة “رابوني، أن أبصر”(مر10: 51)، تحدث فيه عن أعجوبة شفاء الأعمى، ثم عن الراهبة القديسة رفقا التي ببصيرة إيمانها الكبير، قبلت عمى عينيها الكامل طوال ست عشرة سنة، وتقبلت بفرح وسلام داخليين شللها الكامل”.
ثم تحدث عن مناسبة يوبيل القديسة رفقا، وقال: “كم نحن في حاجة إلى البصيرة الداخلية، نلتمسها لكل واحد وواحدة منا في حياته وموقعه، ولكل إنسان، وبخاصة للمسؤولين السياسيين عندنا لكي يروا بقلبهم وضميرهم ما آلت إليه ممارستهم للعمل السياسي غير المطابقة لطبيعته وغايته كفن لخدمة كل مواطن والخير العام.
نصلّي لكي يروا جسامة فراغ سدة الرئاسة منذ عشرة أشهر ونتائجها الوخيمة على المؤسسات الدستورية والعامة، وعلى البلاد كلاً، ولكي يروا خطورة الوضع الاقتصادي المتراجع والمصاب بالشلل بسبب تعاظم الدين العام والعجز المتنامي في الموازنة، ولكي يروا نتائج النازحين من سوريا البالغ عددهم مليوناً ونصف مليون على المستوى الاقتصادي والمعيشي والأمني والسياسي، ولكي يروا حال العمال ومطالبهم المحقة، وحال الإفقار والحرمان المتزايد الذي يعانيه المواطنون، وهم يحرمون أبسط حقوقهم الأساسية لعيش كريم، ولكي يروا موجة الهجرة التي تحرم الوطن خيرة أبنائه وتفرغه من قواه الحية، ولكي يروا يأس الشباب والأجيال الطالعة أمام آفاق المستقبل المسدودة بوجههم”.
وختم: “نلتمس البصيرة الداخلية، بصيرة الضمير والقلب، للحكام في الأسرتين العربية والدولية، فيروا شر الحرب المفروضة على فلسطين وسوريا والعراق وسواها، ويعملوا على وضع حد لها بالطرق السلمية والديبلوماسية.
النهار