أسمع لبنان صوته أمس مطالباً بالسلام له ولدول الشرق الأوسط، وجدد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي تأكيده أن الحوار هو الأساس في التعامل بين المجتمعات، وأن العنف لا يحل مشكلة.
كلام البطريرك الماروني جاء خلال ترؤسه قداس بداية الشهر المريمي في بازيليك سان بيوس العاشر في لورد بفرنسا بدعوة من منظمة فرسان مالطا في لبنان، وهو قداس أحاطه فيه نحو 20 أسقفاً ومئات الكهنة من مختلف أنحاء العالم، ونحو 25 ألفاً لبـّـوا دعوات منظمة فرسان مالطا في العالم، يرافقهم نحو 1600 من ذوي الحاجات الخاصة بينهم 24 لبنانياً.
بداية دخول أعلام منظمة فرسان مالطا وأعلام الدول التي تشارك منها فروع للمنظمة مخترقة البازيليك وسط تصفيق، ثم دخل الأساقفة والكهنة في زياح يتقدمه البطريرك الراعي، وبدأ قداس تخللته تراتيل وطلبات بالعربية أداه الأب خليل رحمه مع جوقته التي شاركت في خدمة القداس، والمرنمة جمانة مدوّر.
وتقدم الحضور ممثل للبابا فرنسيس راعي أبرشية لورد الكاردينال نيكولا بروييه وأمير منظمة فرسان مالطا ذات السيادة رئيسها الأعلى الأخ ماتيو فاستينغ، وحضر رئيس منظمة فرسان مالطا في لبنان مروان صحناوي ومسؤول الحج إلى لورد وليد الخازن والأخ النادر جان – لوي مانغي، وأركان المنظمة في لبنان وبينهم الوزير السابق ريمون عوده ورئيس نقابة المقاولين فؤاد الخازن وعضو مجلس أمناء “المؤسسة المارونية للإنتشار” فادي رومانوس، وحشد من اللبنانيين بينهم 200 من منظمة فرسان مالطا في لبنان ومتطوعين فيها.
عظة الراعي
وبعد الإنجيل الذي تلي بلغات عدة، وقرأه الخوري أنطوان عساف بالعربية، ألقى البطريرك الراعي عظة أعرب فيها عن سروره لترؤس القداس، وقال: “جئنا نصلي من أجل فرسان مالطا لكي ينجحوا في تحقيق شعارهم : تعزيز الإيمان وخدمة المسيح في الفقراء والمرضى”. وأشاد بـ”عظمة ما يقوم به فرسان مالطا في لبنان، حيث تنشئون، في مناطق الاقتتال كما في المناطق النائية، مراكز طبية ومستوصفات يقصدها عشرات آلاف المرضى بانتظام للحصول على العلاج، وتستقبلون فيها إخواننا من اللاجئين السوريين بكل احترام وعناية، وبالأخص بكل عطف، إيمانًا منكم بما قاله قداسة البابا فرنسيس، “من يضع يده على المرضى والفقراء فكأنما لمس المسيح”. وذكّر بـ”العلاقات التي تنسجونها مع الطوائف اللبنانية الأخرى، والتي تعزز روح العيش المشترك (…)”.
وأضاف: “لم يكف البابا فرنسيس عن الدعوة إلى الحل السياسي من خلال الحوار. وبكلامه عن المأساة الإنسانية في سوريا، أكّد البابا أنها تحل بالحوار والتفاوض، مع احترام العدالة وكرامة كل إنسان، ولا سيما الضعفاء والعزّل، والمصالحة هي عبارات السلام في سوريا، وفي الشرق الأوسط. نصلي من أجل أن تستمر المسيحية، الحاضرة منذ ألفي سنة، في تغذية المجتمعات الشرق الأوسطية بالقيم الإنجيلية مثل قدسيّة الحياة البشرية، وكرامة الإنسان، والحريات العامة والحقوق الأساسية، والتضامن والترابط، وثقافة العدل والسلام، والوحدة في التنوّع، وحقوق المواطنة، واحترام الاختلاف، ومعنى الديموقراطية، والحوار والمشاركة في حكم الدولة، والانفتاح، والاعتدال”.
ثم تحدث عن “بيت مريم ـ نجمة الشرق” على مسافة 300 متر من البازيليك والذي تخدمه جمعية راهبات الصليب التي اسسها الطوباوي “أبونا يعقوب”، وقال:” أتوجّه بصلاتنا معكم إلى سيدة لورد، التي تحظى بتكريم شعبي كبير في الشرق ولبنان، لكي تحفظ فرنسا، الأرض التي اختارت مريم للظهور فيها. ويا له من امتياز ومسؤولية، ولكي تبارك أوروبا لتظل مخلصة لجذورها المسيحية، ولكي تبارك وتخلّص شرقنا المتألم والمخضّب بالدماء، والمصلوب على صليب الأحقاد المذهبية والمصالح السياسية والاقتصادية. نصلي لكي تساعدنا لنحافظ على لبنان وقيمه”.
قداس المغارة
وكان البطريرك الراعي ترأس السبت قداساً لفرسان مالطا في المغارة التي ظهرت فيها مريم العذراء على القديسة برناديت عام 1858 في لورد، والتي تقع إلى جانب الحوض الذي يؤمه الحجاج بالمئات يومياً للاستحمام بالمياه المقدسة وبينهم العشرات من ذوي الحاجات الخاصة، يدفعهم على عرباتهم وكراسيهم النقالة متطوعون في منظمة فرسان مالطا ذات السيادة في كل أنحاء العالم.
وعاونه في القداس راعي أبرشية لورد الكاردينال نيكولا بروييه وأساقفة من دول عدة، ومدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم. وأدت الخدمة جوقة الرهبانية المارونية المريمية بقيادة الأب خليل رحمة، وأدت الإنشاد المنفرد المرنمة جمانة مدوّر. وحضر رئيس منظمة فرسان مالطا في لبنان مروان صحناوي ومسؤول الحج إلى لورد وليد الخازن والأخ النادر جان – لوي مانغي، وأركان المنظمة في لبنان وبينهم الوزير السابق ريمون عوده ورجال أعمال كبار.
وكان الراعي التقى قبل القداس أمير منظمة فرسان مالطا ذات السيادة رئيسها الأعلى الأخ ماتيو فاستينغ، وترافق معه مشياً من مقر إقامته سيراً على الأقدام إلى المغارة.
مركز الرعاية
ومساء زار الراعي مركز الرعاية حيث ينزل ذوو الحاجات الخاصة خلال زيارتهم مقام سيدة لورد وبينهم لبنانيو رحلة حج هذه السنة، واستفسر عن أحوالهم. كذلك زار “بيت مريم” واستقبلته الأم ماري مخلوف والراهبات العاملات في البيت.
لورد / حبيب شلوق / النهار