في نبأ من روما أن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ترأس أمس قداس الاحد، في كنيسة مار مارون في روما، وألقى عظة عنوانها: “من تراه الوكيل الأمين الحكيم” (متى 25:24)، وقال:”نحن في روما للمشاركة في جمعية سينودس الاساقفة عن “التحديات الراعوية للعائلة في اطار الكرازة بالانجيل”. وقد افتتحها قداسة البابا فرنسيس بقداس حبري الأحد الماضي في بازيليك القديس بطرس، وجرت اعمالها طوال الاسبوع الماضي، وستتواصل على مدى الاسبوع الطالع، وتنتهي بقداس الاختتام الاحد المقبل 19 تشرين الاول، وبإعلان تطويب البابا بولس السادس. اننا نصلي، مع قداسة البابا فرنسيس والكنيسة جمعاء الى العائلة المقدسة، يسوع ومريم ويوسف، من اجل عائلاتنا لكي تكون خلايا حية للمجتمع، ومدارس تربي على القيم الانسانية والاخلاقية والاجتماعية، وكنائس بيتية تعلم الصلاة وتنقل الايمان”.
وأضاف: “لا يسعنا، في اطار جمعية سينودس الأساقفة في شأن التحديات الراعوية للعائلة في عالم اليوم، وفي ضوء كلام الرب في انجيل هذا الاحد، إلا ان نوجه نداء الى الأسرة الدولية، وتحديداً الى منظمة الامم المتحدة ومجلس الأمن، اللذين وجدا من أجل حفظ السلام وتعزيزه في الدول وبين الشعوب، لأن يتحملا مسؤوليتهما هذه، بحفظ السلام في لبنان والعراق وسوريا وفلسطين، وانهاء الحروب وايجاد الحلول السلمية بالحوار والمفاوضات والاتفاقات، وبوضع حد للتنظيمات الإرهابية وايقاف اعتداءاتها على المواطنين الآمنين، وبالعمل على عودة النازحين من العراق وسوريا الى بيوتهم وأراضيهم، بكل حقوقهم، بحكم المواطنة”.
ووجه نداء الى مجلس النواب في لبنان، “الذي، ويا للأسف الشديد، أخفق في جلسته الثالثة عشرة، في تأمين النصاب وانتخاب رئيس للجمهورية، علماً انه أوقع سدة الرئاسة في فراغ منذ خمسة أشهر، وهذه وصمة عار في جبين نواب الأمة الذين، بحسب ما هو ظاهر، لم تقم كتلهم الى الآن بأي مبادرة جدية جديدة لتأمين النصاب وانتخاب الرئيس، مما افقدهم ثقة الشعب بهم، هو الذي اعطاهم توكيلاً يوم انتخابهم لكي ينتخبوا باسمه رئيساً للبلاد، ويقوموا بواجبهم التشريعي الذي ينتظم بوجود رئيس للجمهورية. ان وكالة الشعب لهم ليست ملكاً، يتصرفون به كما يشاؤون وبمعزل عن الشعب موكلهم. ولذلك ندعوهم، باسم الشعب اللبناني، إلى أن يبادروا الى انتخاب الرئيس، قبل القيام بأي تدبير آخر على مستوى استحقاق المجلس النيابي، لكي يستقيم كل عمل، وليضعوا حداً لمسلسل المخالفات للدستور، وحداً لإقناع الذات والمواطنين باستسهال مخالفة الدستور، وعدم التقيد بمضمونه، وبالاستغناء عن وجود رئيس للجمهورية. وهذا أخطر ما تصل اليه البلاد”.
وختم: “من اجل نجاح هذه الدعوة نصلي، وبخاصة لكي يمس الله ضمائر المسؤولين فيعمدوا إلى انتخاب رئيس للبلاد، قادر بشخصيته واخلاقيته وتجرده، وبقوته الروحية والمعنوية، وبإخلاصه للبنان وللمؤسسات الدستورية، على قيادة سفينة الوطن الى ميناء الأمان”.
النهار