افتتح البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أمس، اليوبيل المئوي لوفاة القديسة رفقا، بقداس احتفالي ترأسه في بازيليك مار يوسف في جربتا، شارك فيه رئيس الجمهورية ميشال سليمان، وسبقته خلوة بينهما في صالون دير مار يوسف جربتا.
وحضر الوزراء: بطرس حرب، ميشال فرعون، رمزي جريج، أليس الشبطيني، سجعان قزي، عبدالمطلب حناوي، وروني عريجي، وعدد من السفراء وقادة الأجهزة الأمنية في بداية القداس أعلنت الأخت راغدة يونس بدء الاحتفال باليوبيل المئوي، ثم ألقت الأم صونيا الغصين كلمة ترحيب برئيس الجمهورية والبطريرك الراعي والحضور، ثم تلا السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا بركة بابوية.
وبعد الانجيل ألقى الراعي عظة دينية، ثم حيّـا رئيس الجمهورية وقال:” تزورون ضريح القديسة رفقا، رسولة الألم، حاملين آلام اللبنانيين وهموم وطننا لبنان، وبخاصة آلام جيشنا المضحي ومأساة مدينة طرابلس وشعبها، وهموم أهل البقاع الذي استباح حرمة أرضه المسلحون والخاطفون والخارجون عن القانون والعدالة. وكاد أن يكون ضحيتهم ليل أمس سيادة أخينا المطران سمعان عطاالله، راعي أبرشية بعلبك – دير الأحمر، وقد تعرض لمحاولة خطف سافرة. إن ظاهرة كهذه يجب استئصالها إن أريد للدولة التقاط أنفاس أمنها الداخلي وعيشها المشترك. فلا تكفي بعد الآن كلمات العطف والاستنكار. لقد تحملتم، فخامة الرئيس، طوال عهدكم بإيمان وصبر وحكمة ما أصابكم شخصيا والشعب اللبناني من السهام السياسية والاقتصادية والمعيشية والأمنية. وحملتم آلام خيبات الأمل فيما كنتم تعقدون العزم على إخراج لبنان ومؤسساته وشعبه من المحنة والشلل والهموم. وتحملتم الرفض السياسي للتجاوب مع دعواتكم إلى الوحدة والمصالحة والحوار. ومع هذا كله، حافظتم على الوديعة سالمة، ورفعتم إسم لبنان وقيمته على المستويين العربي والدولي، وخاطبتم جميع الأطراف السياسيين اللبنانيين بلغة واضحة وجريئة بقول الحقيقة التي، لو قبلت، لشفيت بلادنا من كل عللها المميتة”.
وقبل القداس زار سليمان دار المسنين التابع للدير وصافح العجزة مطمئنا الى صحتهم. وقبل مغادرته دير مار يوسف جربتا ، سئل سليمان هل الوقت الباقي من عهده كفيل بوعد اللبنانيين بإنقاذ الوضع في طرابلس وبقية المناطق؟فأجاب: “يجب وضع حد نهائي لموضوع طرابلس ومعاناة الطرابلسيين اليومية. واذا كان الوضع الذي تشهده المدينة يحصل بحجة حسابات سياسية، فإن الحكومة الحالية متوازنة وتضم كل الاطراف، وستعطي، كما الحكومات السابقة وربما اكثر لكونها متوازنة وتمثل الجميع، الغطاء للجيش والقوى المسلحة، وستنظر الى حاجات هذه القوى لانهاء موضوع طرابلس مرة لكل المرات”.
ورداً على سؤال عن إمكان حصول فراغ في الرئاسة، قال: “انا أسعى بكل قواي إلى أن تُجرى الانتخابات الرئاسية في موعدها واعتبره إنجازا كبيرا. منذ ما يقارب 45 سنة، لم تحصل انتخابات رئاسية بشكل طبيعي، وانا اطمح إلى أن احقق هذا الانجاز ونحتفل بالديموقراطية في لبنان ونعيد اطلاقها كمثال ديموقراطي لكل دول المنطقة التي تسعى الى الديموقراطية”.