وزعت البطريركية المارونية رسالة الصوم التي وجهها البطريرك الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي – الموجود في روما – إلى الموارنة والمسيحيين واللبنانيين وعنوانها “الصوم الكبير، زمن الجوع والعطش إلى البِر”، شرح فيها معاني الصوم وقضايا دينية، وقال: “تدعو الكنيسة، في تعليمها الرسمي، أبناءها وبناتها إلى أعمال محبة ورحمة يساعدون بها هؤلاء في حاجاتهم الجسدية كإطعام الجائع، وإيواء الشريد، وإلباس من لا ثوب له، وزيارة المرضى وافتقاد الأسرى، وفي حاجاتهم الروحية كالتعليم والتربية والتعزية والتشجيع، والغفران والمصالحة والاحتمال بصبر. إننا نقدر مؤسساتنا الكنسية، التربوية والاستشفائية والاجتماعية والخيرية، التي تتفانى في تلبية هذه الحاجات، إلى جانب العمل الراعوي والمؤسسات المدنية والخاصة المماثلة. كما نقدر مبادرات الأفراد والجماعات الراعوية والمنظمات الرسولية التي تساعد في هذا الإطار. فلا بد من مضاعفة الجهود والقوى لكي نحافظ على شعبنا المسيحي في لبنان وسوريا والعراق ومصر وفلسطين والأراضي المقدسة، للمساهمة في نهوض هذه الأوطان على القيم الثقافية والاقتصادية والإنمائية. ونعرب عن امتناننا لأبناء كنائسنا وأوطاننا المنتشرين في عالم الاغتراب، على يد العون التي يمدونها، بسخاء، لمدنهم وبلداتهم ولأهلها”.
وأضاف: “يدعو قداسة البابا فرنسيس، في رسالة الصوم، إلى الخروج من حالة الأنانية وعدم الاكتراث أمام هذه الحاجات الجسدية والروحية الآخذة بالتزايد، وقد أصبحت هذه الحالة عالمية. ولا مجال للخروج منها إلا بالامتلاء من محبة الله التي تنقلها إلينا الكنيسة بإعلان كلمة الإنجيل، فنسمعها بإصغاء، وبتوزيع الأسرار، وبتقبل النعمة المكنونة فيها، ولا سيما في سر الإفخارستيا. إنه دعوة إلى المحافظة على رباط الأخوة بين جميع الناس بروح المسؤولية والتضامن. إنه دعوة إلى التغلّب على تجربة عدم الاكتراث، وتكوين قلب فينا يكون رحيما، قويا وصامدا”.
وقال: “أنتم تعلمون، كم هي متزايدة حاجات شعبنا في لبنان وسوريا والعراق ومصر والأراضي المقدسة، بسبب الحروب والدمار والنزوح والتهجير والإفقار، بسبب الأزمات الاقتصادية والمعيشية المتزايدة، والبطالة وضآلة فرص العمل. فلا بد من مواجهتها بالتضامن وتوحيد القوى في عيش المحبة الاجتماعية. ستقوم، رابطة كاريتاس- لبنان، وهي جهاز الكنيسة الرسمي الاجتماعي والإنساني والإنمائي، بحملة الصوم السنوية، في الرعايا والمدارس والجامعات والمؤسسات، لجمع التبرعات والصواني والهبات. هذه كلها موجهة لتلبية هذه الحاجات. إننا ندعوكم إلى سخاء المحبة بروح التضامن والترابط والتعاون، من دون أن ننسى أن “خيرات الأرض معدة من الخالق لجميع الناس”، وأن “الملكية الفردية لخيرات الدنيا مطبوعة برهن اجتماعي” من أجل تقاسمها مع المحرومين منها والمعوزين”.
النهار