ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداساً امس لمناسبة عيد الاب، بدعوة من مكتب رعوية الزواج والعائلة في الدائرة البطريركية المارونية، وتم خلاله تكريم “عائلات واجهت وقدمت تضحيات اجتماعية كبيرة”، وعاونه مطارنة وكهنة، بمشاركة السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا.
وبعد الانجيل، ألقى الراعي عظة دينية، وقال: “فيما نكرم الأب في يوم عيده، والأم بالمعية، لا بد من التذكير بقدسية الحياة البشرية وكرامتها. فقدسيتها نابعة من الله خالقها وغايتها. هذه القدسية تقتضي احترام الحياة منذ تكوينها في حشا الأم حتى نهايتها الطبيعية. فالله وحده سيد الحياة، وهو بدايتها ونهايتها، مصدرها وغايتها(…) والكنيسة تدعو إلى احترام الحياة البشرية، وتعزيزها وإنمائها، وإعطائها حقوقها الأساسية لكي يعيش الإنسان، كل إنسان، بكرامة وسعادة وتحقيق الذات، ويكفي ذاته، ويتمكن من تأسيس عائلة مكتفية وامتلاك مسكن لائق. وهذا واجب السلطة السياسية. فتجويع الشعب وإذلاله وحرمانه حقوقه الأساسية وقهره بالعيش من دون مستقبل، وحجب مقدرات الدولة عنه بسرقة المال العام وهدره والفساد والرشوة، هذه كلها عملية قتل اجتماعي واقتصادي”.
ولهذا السبب، نحن حرصاء، مع المخلصين للبنان، على المؤسسات الدستورية وحسن سيرها وممارسة صلاحياتها، وأولاها رئاسة الجمهورية. فالرئيس هو رأس الدولة ورمز وحدة الوطن، والساهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه. والرئيس الأعلى للدفاع، والقائد الأعلى للقوات المسلحة.
أوليس عدم انتخاب الرئيس عملية قتل للبلاد ببتر رأسها؟ أجل، لا نحن ولا الشعب اللبناني المخلص لوطنه نقبل، تحت أي ذريعة أو أي اعتبار، التمادي بعدم انتخاب الرئيس. فبسبب عدم وجود رئيس للجمهورية، تفقد السلطة التشريعية، أي مجلس النواب، صلاحية التشريع. والسلطة الإجرائية، أي الحكومة، تتعثر في قراراتها وتعييناتها، واليوم هي مهددة بالتعطيل. عندئذ تنشل الدولة برمتها. أليس هذا الواقع المتسبب بعدم وجود رئيس للجمهورية عملية قتل للوطن؟”.
وفي نهاية القداس، قدم الاعلامي ماجد بوهادير موجزا عن كل عائلة مكرمة، ليسلم بعدها البطريرك الراعي الدروع التكريمية لهذه العائلات.
وطنية