دعا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي إلى الصلاة من أجل انتصار الجيش اللبناني على الإرهابيين في جرود رأس بعلبك والقاع، وحماية عناصره من كلّ أذى، معتبراً أنّ «كرامة لبنان وشعبه من انتصار جيشِه».
أس الراعي قدّاس الأحد في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، وعاوَنه المطرانان جوزيف نفاع وحنا علوان وكاهن رعية حصرون الخوري انطونيوس جبارة والأب ميشال جلخ ولفيف من الكهنة. وحضَر القدّاس النائب نعمة الله ابي نصر، رعيّة حصرون يتقدّمها مرشّح «القوات اللبنانية» في القضاء النقيب جوزيف اسحق، رئيس البلدية جيرار السمعاني ونائبُه تيودور متّى وأعضاء المجلس البلدي والمخاتير، المهندس جون مفرج، عائلة المرحوم حافظ فرح فرح وحشدٌ من أبناء المنطقة والجوار.
وبعد تلاوة الإنجيل المقدّس، ألقى الراعي عظةً أعلنَ فيها «أنّنا نصلّي من أجل انتصار جيشنا اللبناني على الإرهابيين في جرود ورأس بعلبك والقاع، وحماية عناصره من كلّ أذى. ونَذكر بصلاتنا الجرحى ملتمِسين شفاءَهم»، مشدّداً على أنّ «كرامة لبنان وشعبِه من انتصار جيشه».
وقال: «لقد آلمَتنا كما شعب إسبانيا والمجتمع الدّولي، العمليّتان الإرهابيّتان في مدينتَي برشلونة وCambrils مساء الخميس الماضي، وكانت ضحاياهما أربعة عشر قتيلاً، ومئة وثلاثين جريحاً. وقد تبنّى تنظيم الدولة الإسلاميّة (داعش) العمليّة الإرهابيّة هذه، الوحشيّة واللاإنسانيّة، التي ندينها أشدّ الإدانة. ونعبّر للسلطات والشّعب الإسباني عن تضامنِنا معهم وقربِنا منهم في مصابهم الوطني الأليم»، معتبراً أنّ «مِن واجب الأسرة الدوليّة القضاء على الإرهاب، والتنديد بالدّوَل التي ما زالت تَمدّهم بالمال والسّلاح، وتدعمهم سياسياً، لأغراض تخريبيّة من أجل مآرب غير معروفة».
ورأى أنّ «الإيمان بالله يصنع العجائب. أليس بفضل هذا الإيمان الحيّ في قلوب العديد من اللبنانيين وصلواتهم وممارستهم الدينيّة في يوم الرب، يوم الأحد، كانت العنايةُ الإلهيّة تُنجّي لبنانَ من السّقوط في كلّ مرّة كان يصِل إلى شفير الهاوية. هذا الاختبار يدعونا إلى اثنين: الأوّل، تنمية الإيمان فينا بروح روحيّة قائمة على الصّلاة، والتأمّل في كلام الله في الإنجيل، وممارسة الأسرار الخلاصيّة، ولا سيّما سرّ التوبة وسرّ القربان، والمحافظة على اللقاء بالرّب في قدّاس الأحد مع الجماعة المؤمنة. والثّاني، العمل، كلٌّ من موقعه ومسؤوليّته، على تعزيز لبنان بكيانه وشعبه ومؤسساته. هذا العمل واجب أساسي على الجماعة السياسيّة، خصوصاً على أصحاب السلطة التّشريعيّة والإجرائيّة والإداريّة والقضائيّة. لا يمكن الاستمرار في الفساد، وهدر مال الدّولة، وإهمال الخير العام، والتلكّؤ عن النّهوض الاقتصادي وتعزيز النّاتج المحلّي، وعن خلقِ فرصِ عمل، فيما الدَّين العام يتآكل الدّولةَ، والفقر يتزايد. نأمل ألّا تتفاقم هذه الأوضاع مع سلسلة الرّتب والرّواتب بالنّقاط التي أثارَت العديد من الاعتراضات. وفي كلّ حال يَبقى الواجب الملِحّ إصدار الموازنة العامّة، وإجراء الإصلاحات، وخلقُ التّوازن بين العائدات والمصاريف؟ أمّا بالنسبة إلى المدارس الخاصّة، فمِن أجل المحافظة عليها وعلى دورها المعروف في مجتمعنا اللبناني، ومن أجل مساعدة الأهالي في إمكانيّة ممارسة حقّهم في اختيار المدرسة الّتي يريدونها لأولادهم، من واجب الدّولة أن تؤمّن فَرق الزّيادات وتَدفعها مباشرةً لأهالي الطلّاب، وتَمنع المدارس الخاصّة عن رفعِ أقساطها، مع تشديد المراقبة عليها».لا يمكن الاستمرار في الفساد وهدر مال الدولة والتلكّؤ عن النهوض الاقتصادي
الجمهورية