ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداسا احتفاليا أمس، في بازيليك سيدة لبنان في حريصا، لمناسبة تجديد تكريس لبنان لقلب مريم الطاهر، وعاونه بطريرك السريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان ولفيف من المطارنة والكهنة وشارك فيه السفير البابوي المونسنيور غبريالي كاتشا والرؤساء العامون والرئيسات العامات للرهبنات وحشد من المصلين.
وكان مطران صور شكرالله نبيل الحاج ألقى كلمة في مستهل القداس تحدث فيها عن المناسبة.
بعد الانجيل، ألقى الراعي عظة تحدث فيها عن السيدة العذراء وحياتها وأعمالها، وقال:” بالتكريس نضع لبنان وبلدان الشرق الأوسط تحت حماية أمنا العذراء مريم، سيدة لبنان. أجرينا التكريس الأول في حزيران 2013، بتوصية من آباء سينودس الأساقفة المشاركين برئاسة قداسة البابا بينيديكتوس السادس عشر في الجمعية الخاصة بالشَرق الأوسط، التي انعقدت في تشرين الأول 2012″.
وأضاف: “إننا في تجديد هذا التكريس نرفع عقولنا وقلوبنا إلى أمنا مريم العذراء، ونسألها أن تضم إلى قلبها وطننا لبنان وبلدان الشرق الأوسط، حيث الصراعات قائمة بين الخير والشر، بين النور والظلمات، وهي ظاهرة في النزاعات والحروب، في القتل والتهجير، في لغة السلاح المدمر والتعصب والعنف والإرهاب. نقدم أوطاننا ونكرسها لكِ يا مريم، نكرس شعوبها وأجيالها الطالعة، نكرس المسنين والمرضى والمعوقين. ثبتيهم في الإيمان والرجاء والمحبة. مسي ضمائر المسؤولين عن النزاعات والحروب ليكفوا أيديهم عن مواصلة هذا الشر، وليسعوا بروح المسؤولية إلى إيجاد الحلول السلمية، ليكفروا عن أخطائهم بإعادة جميع المهجرين والنازحين واللاجئين والمخطوفين إلى بيوتهم وأراضيهم وأوطانهم، موفوري الكرامة وجميع حقوقهم كمواطنين. قودي إلى التوبة الخطأة الذين يستخفون بالله وبوصاياه وبنعمة المسيح الفادي وبرسالة الكنيسة الخلاصية.
بتكريس لبنان وبلدان الشرق الأوسط لقلب مريم الطاهر، نكرس أيضا ذواتنا ومواطنينا، من أجل حماية أوطاننا وشعوبنا، ومن أجل الإنسان والإنسانية، ومن أجل إعلان الحقيقة وإحلال العدالة وتوطيد السلام، من أجل المصالحة وطي صفحة النزاع، من أجل البناء والإنماء والترقي، من أجل رفع الصوت عاليا في وجه الشر والفلتان اللاأخلاقي وانتهاك حرمة الدين والكنائس بانتفاء الحشمة والاحترام”.
النهار