ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة الديمان أمس، وعاونه لفيف من المطارنة والكهنة، وخدمت القداس جوقة رعية عبدين.
وبعد الانجيل، ألقى البطريرك عظة تحدث فيها عن قضايا روحية، ثم تناول الشأن العام قال: “اننا نتطلع إلى رجال سياسة عندنا في لبنان، يكونون ملتزمين، بحكم المعمودية والميرون، في ممارسة العمل السياسي بالروح البنوي والكهنوتي والملوكي، وفقا لتعليم الكنيسة. فيعملون بروح التجرد من المصالح الذاتية والمكاسب المادية، ويُقاومون الظلم والاستبداد والتفرد في القرارات الوطنية، ويبذلون كل جهد في سبيل الخير العام بصدق واستقامة وشجاعة.
نحن في حاجة إلى رجال سياسة مؤمنين حقا بالله، يجمعون بين موجبات العمل السياسي والمبادئ الأخلاقية، ويناغمون بين الروحي والزمني، لأنهم أصبحوا بالمعمودية خلقاً جديداً. نحتاج إلى رجال سياسة يشهدون للقيم الإنجيلية والأخلاقية في نشاطهم السياسي، بحيث يتفانون في سبيل العدالة الاجتماعية والخير العام، ويتميزون ببساطة العيش وحب الفقراء، مستنيرين بمبادئ تعليم الكنيسة الاجتماعي.
نُصلي إلى الله لكي يرسل لنا رجال سياسة مثل هؤلاء، لكي يُخرجوا بلادنا من أزماتها الخطيرة والخطرة، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية، وفي طليعتها انتخابُ رئيس للجمهورية، اليوم قبل الغد. فلا يمكن السير إلى الأمام من دون رئيس للبلاد، فهو قائد سفينتها، وضامن وحدتها الوطنية، والساهر على احترام الدستور واستقلال الدولة وسلامة أراضيها، والموقِع لقوانينها. وهو الذي يعطي شرعية لمؤسساتها، ويبث فيها حيويتها”.
وطالب الكتل السياسية والنيابية “بالتفاوض للاجماع على الشخص الأنسب والأكفأ، آملين من دولة رئيس مجلس النواب في قيادة هذه المسيرة التي لا تتحمل أي تأجيل بعد تسع جلسات إنتخابية فاشلة. ولعل الأحداث المؤلمة والمدانة المتواصلة في منطقة عرسال وجرودها، وقد وقع ضحيتها عدد من أفراد الجيش اللبناني المفدى، تهز ضمائر المسؤولين السياسيين والنواب، لكي يدركوا مخاطر ما يجري، ويتحملوا مسؤولياتهم الوطنية الخطيرة، ويقوموا بواجباتهم من أجل حماية المؤسسة العسكرية، وضبط الحدود. ألا تقتضي كل هذه الأوضاع الشاذة في البلاد، والأحداث التي بدأت تعصف على أرضنا، أن يتنادى المسؤولون السياسيون والمجتمع المدني إلى عقد مؤتمر وطني، يوحد الرؤية والصفوف، من أجل حماية وطننا وشعبنا؟ فمن أجل شهدائنا العسكريين والمدنيين نصلي كي يجعل الله من دمائهم الزكية صرخة حق في ضمير المسؤولين.
ونصلّي إلى الله أيضا لكي يحرك ضمائر قادة الدول فيعملوا بإخلاص وبمخافته على إحلال السلام في العراق، وعودة المسيحيين إلى بيوتهم وأراضيهم في الموصل، ووضع حد لممارسات تنظيم “داعش” المنافية للإنسانية وللقوانين الدولية والأعراف الاجتماعية والمبادئ القرآنية، ومن أجل السلام في سوريا، (…) و من أجل سكان غزة في فلسطين الجريحة”.
وزير الإعلام
وبعد الظهر استقبل الراعي وزير الاعلام رمزي جريج، الذي أثنى على “مواقف غبطته ولا سيما بالنسبة إلى وجوب التزام نواب الامة واجب تأمين النصاب لانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت، كذلك أثنيت على مواقفه بالنسبة إلى العدوان الاسرائيلي على غزة والذي يندرج ضمن مفهوم جرائم الحرب، وبالاضطهاد الذي يعانيه مسيحيو الموصل، والذي يشكل جريمة ضد الانسانية. وقد تداولنا مع غبطته الوضع الامني المتدهور في عرسال، وكانت وجهات النظر متطابقة حول وجوب دعم الجيش اللبناني وسائر قوى الامن لكي يتولوا وحدهم الدفاع عن الوطن وعن سيادته”.
وختم معزيا قيادة الجيش “بالشهداء الذين سقطوا على أرض الواجب”.
النهار