وأضاف: «في إطار هذه المسؤولية العامة نطالب الحكام عندنا بأداء هذا الواجب الذي يكبر ويتشعّب بتفاقم الأزمات الاقتصادية والمعيشية والاجتماعية والأمنية، بسبب المليوني نازح ولاجئ المضافين إلى سكان لبنان الأربعة ملايين، وبسبب تعاظم الدين العام، وعجز الخزينة، وتبديد المال العام بالفساد والسرقة. ونطالب حكام الدول في الأسرتين العربية والدولية بواجب إيقاف الحروب في سوريا والعراق واليمن وفلسطين وسواها، وإيجاد حلول سياسية للنزاعات على أساس من العدالة والإنصاف، وتوطيد السلام العادل والشامل والدائم. ونطالبهم بالعمل الجدي على عودة جميع المهجرين والنازحين واللاجئين والمخطوفين إلى أوطانهم وبيوتهم وممتلكاتهم ومساعدتهم على إعادة إعمارها، حفاظاً على حقوقهم كمواطنين وعلى ثقافاتهم وحضاراتهم».
واعتبر الراعي «اننا نصلّي إلى الله لكي يمنح كل واحد وواحدة منّا نعمة الأمانة لدعوة حالته. وهي الدعوة المسيحية المشتركة بين الجميع التي تقتضي تقديس الذات بكلمة الإنجيل ونعمة الأسرار وفعل الروح القدس، والشهادة ليسوع المسيح في القول والفعل والمبادرات. وهي الدعوة لإنشاء جماعة حياة وحب في الحياة الزوجية والعائلية. وتقتضي عيش الحب في الحياة الزوجية، ونقل الحياة البشرية وتربيتها، وتكوين خلية حية للمجتمع، ومدرسة طبيعية للقيم الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية وكنيسة بيتية تنقل الإيمان وتُعلّم الصلاة. وهي الدعوة إلى الكهنوت والأسقفية التي تجعل المرتسِم في كيانه الداخلي على صورة يسوع المسيح الكاهن الأسمى. وتقتضي منه الالتزام الدائم بالكرازة بالإنجيل والتعليم، لتعزيز الإيمان ونموّه، وخدمة الأسرار لتقديس النفوس، وتدبير الجماعة المسيحية بشريعة الحقيقة والمحبة. وهي الدعوة إلى اتّباع خطى المسيح بالنذور الرهبانية. وتقتضي وَقف الذات على الله والكنيسة، وخدمة المحبّة لجميع الناس، والشهادة ليسوع المسيح في كل حالات حياته الزمنية، إمّا متأملاً ومصلياً، وإمّا شافياً المرضى، وإمّا معلّماً الجموع».
وقال: «دعا يسوع رسله «وأعطاهم سلطاناً مزدوجاً: طرد الأرواح الشريرة، وشفاء الشعب من مرضه وعلله». هذا السلطان يشمل كل ما يعانيه الناس في أجسادهم وأرواحهم ونفوسهم. وأسّس الرب لهذه الغاية سِرّي الشفاء، وهما سر التوبة للشفاء من الخطايا، وسر مسحة المرضى لشفاء النفس والجسد. واتّسَعت خدمة الكنيسة الشافية بإنشاء مؤسسات إجتماعية: المدارس والجامعات للشفاء من الأمية، والمستشفيات والمستوصفات للشفاء من الأمراض والأوجاع، ودور المسنين واليتامى والمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة لشفائهم من الوحشة والإعاقة والإهمال».
وأضاف: «كما أنّ شفاء الجسد وشفاء النفس يعيد إليهما حالة جديدة كأنها ولادة من جديد، كذلك عمل المؤسسات يعطي علوماً وتربية، وصحة، وفرحاً وعزاء وطاقات ومهارة وقدرات. وأرسلهم يسوع لينادوا ويقولوا: «لقد اقترب ملكوت السماوات». وأشار الى أنّ «ملكوت السماوات هو دخول الله في حياة الإنسان، والإنسان في حياة الله، أي الإتحاد بين الله والإنسان. وقد أكد الرب يسوع قائلاً انّ «ملكوت الله في داخلكم» (لو17: 21). فهو ملكوت النعمة والقداسة. ملكوت المحبة والأخوة. ملكوت العدالة والحرية. ملكوت الحقيقة والسلام. إنطلاقاً من هذا الإتحاد بالله، ومن هذه القيَم في داخل الإنسان، تبدأ رسالة بناء ملكوت الله في المجتمع البشري».«الله سيحاسب المسؤولين لأنهم مؤتمنون على توفير الخير العام»