يشارك البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في مؤتمر حول “السلام”، في سيول عاصمة كوريا الجنوبية، بدعوة من رئيس اساقفتها الكاردينال اندره يوم سويونغ Andrew Yeom Soo-Yung ويرافقه الخوراسقف طوني جبران والمحامي وليد غياض.
وتستمر اعمال المؤتمر ما بين 18 و 22 آب الحالي، في حضور حشد كبير من المدعوين من كل انحاء العالم، ومن بينهم رئيس اساقفة البوسنة والهرسك الكاردينال فينكو بولييهVinko Puljié ورئيس اساقفة بلغراد المطران ستانيسلاو هوشيفارStanislaw Hocevar وراعي ابرشية بانكالوكا في البوسنه المطران فرانكو كوماريكا Franjo Komarica، وعدد من الوزراء والسفراء والقناصل، ومنهم القائم باعمال سفارة لبنان في سيول الياس نقولا ورؤساء منظمات وجمعيات تعنى بالسلام من دول شرقية وغربية.
وتحدث الراعي عن “السلام والمصالحة في الشرق الاوسط”، وتناول عناوين ثلاثة: المسيحيون في الشرق الاوسط، السلام والمصالحة، الاختبارات وواقع الحال والحلول.
فبعد عرض حول تاريخ المسيحيين في الشرق الاوسط ودورهم في بناء حضارته وثقافته وفي نهضته وازدهاره، توقف الراعي عند النموذج اللبناني الذي يقوم على مجموعة قيم مشتركة بين المسيحيين والمسلمين، وعلى التعاون المشترك بين جميع الطوائف والمشاركة في الحياة اليومية بشكل فريد يميز لبنان عن سائر دول الشرق الاوسط، وقد ترجم ذلك في ميثاقه الوطني.
واكد الراعي ان “المنظمات الارهابية التي تعمل على تخريب الشرق الاوسط لا تمثل الاسلام ولا المسلمين، وهي تهدف الى تدمير الاسلام المعتدل والمنفتح الذي تحقق بفعل العيش المشترك مع المسيحيين بحلوه ومره”.
واعتبر ان “جزءا كبيرا من الحل في الشرق الاوسط يكمن في فصل الدين عن الدولة وفي وجوب القيام باصلاحات داخلية في الانظمة العربية تقوم على الديموقراطية والمواطنة الحقيقية واحترام حقوق الانسان والحريات العامة”، داعيا الاسرة الدولية الى “الاسراع في ايجاد الحلول وفي فرض وقف الحروب الدائرة في الشرق الاوسط التي تغذيها دول خارجية”، لافتا الى ان “لبنان لم يعد يحتمل عبء ما يجري في سوريا وتداعيات النزوح السوري اليه، اضافة الى الازمة الفلسطينية الناتجة عن الصراع الاسرائيلي – الفلسطيني، والاسرائيلي – العربي. وهذه الحلول تبدأ بخلق دولة فلسطينية يعود اليها الفلسطينيون الذين تهجروا من اراضيهم وبتطبيق كافة القرارات الدولية بشأن هذين الصراعين”.
كما دعا الاسرة الدولية الى “المساهمة في التقارب الايراني – السعودي الذي يحل الكثير من العقد الداخلية في المنطقة ويخفف الاحتقان الطائفي فيها، والى المساعدة على القيام بمصالحات تعزز السلام الدائم والعادل تقوم على الاصلاحات الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية”.
اضاف: “لبنان يدفع ثمن الصراعات السياسية – الدينية، والسياسية – الطائفية سواء في اسرائيل ام في بعض الدول العربية، وقد بلغ هذا الثمن حد عجزه عن انتخاب رئيس للجمهورية منذ اكثر من سنتين، ولكن على الرغم من كل ذلك تبقى الصيغة اللبنانية الفريدة والدستور اللبناني ضمانة للبنانيين ومثالا للدول العربية الاخرى من اجل حلول ازماتها الداخلية على قاعدة العيش الواحد والمشاركة بالمساواة والمناصفة”.
وختم الراعي: “ان السلام والمصالحة يشكلان جوهر الثقافة والرسالة المسيحية، وكل مسيحي مدعو، اينما وجد، الى العمل من اجل المصالحة والى نشر السلام. وطوبى لفاعلي السلام لانهم ابناء الله يدعون”.
وطنية