ثم رفع الصلاة داخل كنيسة القديس شربل حيث ألقى في ختامها المونسنيور غازي الخوري كاهن الرعية كلمة ترحيبية قال فيها: «يسعدنا اليوم يا صاحب الغبطة فرح اللقاء بنيافتكم في تاريخ مقدس مبارك هو ذكرى سيامة القديس شربل الكهنوتية في 23 تموز في الصرح البطريركي في بكركي سنة 1859، وقد أضحى هذا التاريخ محطة محوَرية لانطلاقة مسيرة قداسة قديس لبنان شربل الذي تفاخر المملكة الأردنية الهاشمية بحضوره المميّز في هذا المركز الكنسي الماروني، مركز النيابة البطريركية المارونية، فغدا القديس شربل شفيع الشعب الأردني بامتياز».
أضاف: «أما زيارتكم إلى هذا الوطن المضياف فما هي إلّا تعبير عن محبتكم لهذا الشعب الأبي الذي يبادلكم اليوم المحبة بالمحبة والتقدير بالإكرام. إنني بإسم المشاركين معنا، أتقدّم من غبطتكم بأسمى مشاعر الإمتنان البنوي لتلطفّكم رغم كثرة انشغالاتكم بالقيام بهذه الزيارة الرسمية تلبية للدعوة الكريمة من رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز ووزيرة السياحة والآثار لينا عناب اللذين يساهمان بجدّية وأمانة في دعم رسالة هذا الصرح الكنسي».
بدوره وجّه البطريرك الراعي تحية تقدير ومحبة للأردن ملكاً وشعباً، مؤكداً أنّ «الزيارات المتبادلة بين البلدين تشدّد روابط الصداقة والتواصل المستمر من خلال الجالية اللبنانية الأردنية».
ووجّه تحية إلى السفيرة ترايسي شمعون «التي يحمل إسم عائلتها تاريخ لبنان العريق».
وقال: «نعم إنها الكنيسة المارونية، ولكن في المملكة الأردنية، لذلك نرفع دائماً الصلاة من اجلها لكي تبقى ارضاً مقدّسة مزدهرة ونامية وأن يحفظها الله في هذه الظروف الصعبة من كل المصائب. لقد سلمت في الايام الصعبة وستسلم لأنّ مار شربل موجود هنا كحربة وشاءت العناية أن تكون زيارتنا اليوم في يوم عيده لنحتفل معاً بالذبيحة الإلهية ونرفع صلاتنا من اجل لبنان والأردن والمنطقة ومن أجل الأراضي المقدسة لكي تبقى مقدّسة».
وختم: «أقول هذا ونحن في الأرض المقدّسة، في الأردن، ونتّكل على عناية القديس شربل الذي بشفاعته وأبينا القديس مارون يبارك هذه الأرض المقدّسة لتبقى واحة سلام ورجاء».
الى ذلك، التقى الراعي شخصيات وفاعليات رسمية واجتماعية في مقرّ السفارة اللبنانية في الأردن، حيث نظّمت السفيرة ترايسي شمعون استقبالاً على شرفه في حضور وزيرة السياحة لينا عناب، السفير البابوي في الأردن والعراق البيرتو اورتيغا، الوزير السابق عقل بلتاجي، الملحق العسكري في الأردن العميد عبد السلام الحاج، رئيس لجنة الجالية اللبنانية في الأردن فؤاد ابو حمدان ورئيس بلدية ام جمال حسن رحيبي.
وألقت شمعون كلمة رحّبت فيها بالبطريرك الراعي والوفد المرافق، وقالت: «رحلتكم من لبنان الى الأردن يا صاحب الغبطة هي نفسها التي اتّبعها المسيحيون المشرقيّون الأوائل عندما مشوا على هذه الأرض المقدّسة، قادمين من شواطئ البحر الأبيض المتوسط نحو جبال عمان السبعة وما وراءها».
اضافت: «سوف نستذكر جذورنا خلال رحلتنا المشتركة في الأيام المقبلة لنستمر في زرع بذور الإيمان من اجل مستقبل مشرق، مستقبل مبني على احترام الآخر والتسامح والإلتزام الراسخ بالتعايش السلمي في هذه المنطقة المضطربة. إنّ وجود غبطتكم بيننا اليوم يشكّل حلقةً أساسية ضمن سلسلة طويلة في مسيرة مسيحيّي هذا الشرق الذين يتّقد إيمانهم كشعلة لا تنطفئ بفعل التزامهم بالإنجيل المقدس وارتباطهم العضوي بهذه الأرض المقدّسة، أرض تعاليم ومعجزات السيد المسيح. حلّت البركة بوجودكم بيننا يا صاحب الغبطة في هذا البيت الذي سيظل يتذكر توقيع بركاتكم».
بدوره، شكر الراعي السفيرة شمعون على حفاوة الإستقبال ورحّب بالحضور قائلاً: «إنها مبادرة جميلة جداً جمعتنا على مائدة المحبة والصداقة في بيت لبناني وعلى أرض المملكة الأردنية، وهذا يعني أننا بيت واحد. إنّ إسم تريسي شمعون يستحضر امامنا اسماً كبيراً في لبنان هو اسم جدها كميل شمعون، رجل الديبلوماسية الكبير الذي لا يمكن لأحد نسيانه، لما طبع التاريخ اللبناني بشخصيته، وتريسي تحمل هذا التاريخ العريق. كذلك لا يمكننا الّا أن نستذكر والدها الشهيد داني شمعون. لا نريد اليوم فتح الجراح ولكن اذا كانت تريسي بهذا القلب الكبير فهذا يعني نضجها من خلال وجعها وألمها. انها قصتها ولو بقيت وحيدة في هذا البيت العريق، ولكنها اليوم اصبحت لكل الناس. ولكم فرحنا لتعيينها هنا في الأردن لأنها سفيرتنا الحبيبة الى المملكة الحبيبة بوجهها اللبناني الصافي المخلص والمحب. وبالمناسبة لا بد لي ان اشكر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ووزير الخارجية جبران باسيل على تعيينك هنا سعادة السفيرة، فهذه ضربة معلم ومن خلالك أحيّي الجالية العربية العزيزة».
«الزيارات المتبادلة
بين البلدين تشدّد روابط الصداقة والتواصل المستمر
من خلال الجالية اللبنانية الأردنية»