كما كل عام وعلى خطى البطاركة الموارنة، زار البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي دير سيدة قنوبين مقر البطاركة الأوائل في الوادي المقدس، يرافقه وزير الثقافة روني عريجي والسفيرة الأميركية أليزابيت ريتشارد وسفير لبنان في الأرجنتين أنطونيو العنداري. وترأس البطريرك قداس عيد انتقال السيدة العذراء في كنيسة الدير الأثرية في حضور رئيس “المؤسسة المارونية للإنتشار” نعمت أفرام ورئيس “رابطة قنوبين للرسالة والتراث نوفل الشدراوي، والمهندس أنطوان أزعور، والرئيسة العامة للراهبات الأنطونيات الأم جوديت هارون وراهبات الدير ومصلون.
وبعد الإنجيل ألقى الراعي عظة قال فيها:”هذا المكان الجميل نحن أبناء هذا الشعب علينا أن نحافظ عليه كما على هذا المجد وعلى هذا اللبنان. هذه الطبيعة علينا أن نحافظ عليها بجمال الإنسان بجمال المجتمع بجمال النظام السياسي بجمال ثقافتنا اللبنانية، لذلك لا نستطيع أن نقبل ولا يوم أن يكون هذا لبنان الجميل مثلما هو الآن. نريد أن نحيي كل المعترضين على تشويه لبنان أينما كانوا، كل الذين يعترضون على تشويه البيئة في لبنان وعلى النفايات التي غطت هذا الوطن الحبيب، نضم صوتنا اليهم من هذا الوادي المقدس ونناشد المسؤولين في لبنان أن يحافظوا على جمال هذا الوطن المجبول بصلوات القديسين، بدماء الشهداء، ليس لكم الحق في أن تتعاطوا العمل السياسي وتشوهوا هذا اللبنان لا بإنسانه ولا بأرضه ولا بمجتمعه ولا بنظامه السياسي وخصوصاً لا بثقافته وحضارته”.
وبعد القداس دشن البطريرك الراعي والمطارنة قاعة البطاركة الذين سكنوا في دير قنوبين من العام 1440 الى العام 1845 قبل الإنتقال الى المقر الصيفي في الديمان والتي ساهم في إنشائها السيد يوسف ابرهيم كنعان وعائلته. وبعد رش المياه المقدسة قال الراعي :”دخلنا اليوم الى هذه القاعة قاعة البطاركة الذين عاشوا في هذا الدير منذ العام 1440 الى حين إنتقالهم الى الديمان في العام 1845 والذين تركوا لنا هذا الإرث الكبير ونشكر الراهبات الأنطونيات اللواتي تمكن من جمع صور لعدد من البطاركة الـ25 . هكذا انطلقت المقاومة الحقيقية مع الموارنة بدون سلاح وبدون مدافع قاوم البطاركة بالصلاة وبالتقشف والصوم وعلمونا التجذر بالأرض اللبنانية وعيونهم الى السماء وعلينا نحن أن نتجذر في تعاليمنا وقيمنا وتاريخنا لنتمكن من الإنفتاح على القيم العظمى العليا “. وشكر السيد يوسف ابرهيم كنعان وعائلته على مبادرتهم.
وكانت كلمة للمحامي بول يوسف كنعان حيا فيها البطريرك على مواقفه الوطنية وأضاف: ” لا يسعني في هذه المناسبة، الاّ أن أعود سنوات الى الوراء، الى تلك الأيام التي كنّا فيها صغاراً، نزور مع الوالدين هذا الوادي المقدس، فتعلمنا منهم وعنهم قدسية الصلاة وقداسة المكان بما يرمز إليه، في لبنان والشرق، من تاريخ وصلابة وتشبث في الأرض وتعلّق فيها. كبرنا، وكبرت معنا هذه العلاقة”.
وأضاف: “نحن أبناء هذه الكنيسة، نقوى بها ومعها. وعندما ضعف الموارنة في لبنان، ضعف لبنان. فالموارنة روح هذا الوطن وقوته ومصدر غناه وبوحدتهم تكون قوتهم”.
النهار