أعلن البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “أن موضوع انتخاب رئيس للجمهورية خرج من يد اللبنانيين، لأنهم لو كان في استطاعتهم انتخاب رئيس لفعلوا”.
تحدث البطريرك الراعي قبل مغادرته بيروت صباح السبت متوجها الى روما في زيارة تستمر أياماً يشارك خلالها في السينودس الخاص من أجل العائلة الذي يعقد في الفاتيكان. وكان وداعه في المطار المعاون البطريركي العام المطران بولس صياح والدكتور الياس صفير.
وفي المطار جدد الراعي تهنئته المسلمين بعيد الأضحى، وقال: “في مناسبة هذا العيد نناشد خاطفي العسكريين تحريرهم وعودتهم الى بيوتهم وأهلهم، لانه لا يجوز باسم الانسانية والحقوق ولا اي شيء احتجاز شخص بريء واحتجاز حريته، فهؤلاء العسكريون لهم عائلاتهم ولا يجوز اليوم ان يفقد المحتجز والخاطف كل انسانيته، فنحن ببركة هذا العيد نلتمس لكل هذه الجماعة، وأنا أقول انهم اخوتنا في الانسانية، لذلك نصلي مع المسلمين لكي تعود هذه التنظيمات الارهابية الى نفوسها وضمائرها لتنجلي فيها صورة الله، فكل انسان مخلوق على صورة الله، وهؤلاء فقدوا انسانيتهم لانه أتى من استغلهم بالمال وبالسلاح وبايديولوجيات وغسل دماغ، والجماعات الذين يستغلونهم هم ايضا مجرمون مثلهم”.
وسئل كيف يمكن تعزيز قدرة الجيش ليبقى صمام الأمان للأمن والاستقرار في البلد؟
فأجاب:”أول ما يجب ان نفعله مع الجيش والقوى الأمنية هو ان نعطيهم ثقتنا الكاملة وندعمهم ونحترمهم ونحافظ عليهم ونحمي كرامتهم. وثانيا، على شبيبتنا الدخول في صفوف الجيش والقوى العسكرية بكل محبة واخلاص لان لبنان في حاجة فعلا إلى هذه القوى لكي يحافظ على كرامته وشرفه ووجوده وكيانه”.
وهل يؤيد السياسة التي تنتهجها الحكومة في معالجة موضوع العسكريين المخطوفين؟
أجاب: “طبعا ونحن نتكل على الحكومة ونحيي رئيسها خصوصاً، على الحكمة الكبيرة. وهو بكل صبر وفطنة يقود مسيرة الحكومة في زمن الفراغ المؤلم”.
ورداً على سؤال قال: “نحن نفهم وضع الأهالي من دون شك، وهنا أقول انه لا يمكن احدا إقفال الطرق وإيقاف مصالح كل الناس لاننا بذلك كأننا نفرض القصاص على الشعب البريء وكل الناس الذين يتوجهون الى أشغالهم ومستشفياتهم ومدارسهم. نحن نفهم ان تقفل الطريق بشكل رمزي لمدة ساعة او ساعتين للتعبير عن موقف ما، ولكن نحن ضد إقفال الطرق بهذا الشكل. ومن المؤسف ان ما يحصل معنا في لبنان أن الأبرياء دائما يدفعون الثمن، وأقول هذا مع التشديد على عدم التقليل من جرح الاهالي، وكل الناس تعمل من أجل هذه القضية”.
وهل سيبحث في الفاتيكان في موضوع ملء الفراغ الرئاسي؟أجاب:”بالطبع، نحن نتحدث مع الفاتيكان ومع سفراء الدول، وسفراء العالم العربي وتحديدا السعودية وسوريا وايضا ايران لاننا ندرك ان هذا الموضوع خرج من ايدي اللبنانيين، لانهم لو كان في استطاعتهم انتخاب رئيس لفعلوا ذلك، وللاسف أقول انه لا يوجد أحد من الاصدقاء المعنيين يقدم على أي مبادرة جديدة في هذا الشأن وكل واحد منهم متشبث بموقفه وهذا أمر معيب جدا”.
ورداً على سؤال آخر قال:” عند انتخاب الرئيس تنتظم كل الأمور”.
النهار