ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الأحد في بكركي لمناسبة الذكرى السنوية العاشرة لشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في معركة نهر البارد، بدعوة من مؤسسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري.
حيّا الراعي في عظته “شهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا في معركة نهر البارد في وجه الإرهابيين. وقد دعت إلى هذا الاحتفال لراحة نفوسهم، مؤسّسة المقدم المغوار الشهيد صبحي العاقوري، التي أنشأتها زوجته السيدة ليا إحياءً لذكراه وذكراهم، وتُعنى هذه الجمعية مشكورة بأطفال لبنان، خصوصاً أطفال شهداء الجيش والعسكريين في الخدمة الفعلية”، معتبراً “أنها مبادرة حميدة تحتاج إلى الدعم والوقوف بجانبها، من أجل تضميد جراح عائلات الشهداء العسكريين، زوجاتٍ وأطفالاً. وهي مبادرة للإقرار بالجميل للجيش والقوى الأمنية كافة على التضحيات التي يبذلونها حتى إراقة دمائهم من أجل لبنان وشعبه وكرامته”.
ولفت الراعي الى أنّ “الجيش، قيادةً وضباطاً وعسكريين، صبر على المحن في معركة نهر البارد منذ عشر سنوات. فانتصر على الإرهابيّين وجنَّب ببسالته وحكمته وشجاعته، وبدماء شهدائه، وطننا من شرّهم ومطامعهم، وبدّل حسابات مَن كانوا وراءهم. والجيش هو إياه يواصل، من عهد إلى عهد، انتصاراتِه وصولاً إلى انتصاره الأخير في معركة فجر الجرود”، موضحاً “أنّ القاعدة الأساسية عنده حماية المدنيّين، واحترام القرار السياسي بموجب المادة التاسعة والأربعين من الدستور التي تنصّ على أنّ رئيس الجمهورية “يرئس المجلس الأعلى للدفاع، وهو القائد الأعلى للقوات المسلّحة التي تخضع لسلطة مجلس الوزراء”.
ولفت إلى أنّ “الإنجيل ترك معالمه في بلدان الشرق الأوسط حيث يُنادى به منذ ألفي سنة، منذ عهد المسيح والرسل. لكنّ معالمه الشاملة تثبّتت في لبنان، في ثقافة العيش المشترك بين المسيحيّين والمسلمين على اختلاف مذاهبهم، مثلما حدَّدها الميثاق الوطني والدستور، وفي ميزة تنوّع شعبه وحضارته التي هي عصارة حضارات متراكمة، كما أشار رئيس الجمهورية في كلمته أمام الجمعية العمومية لمنظمة الأمم المتحدة في 21 ايلول الجاري. وطرح بالتالي “ترشيح لبنان ليكون مركزاً للحوار بين مختلف الحضارات والديانات والأعراق، ومؤسسة تابعة للأمم المتحدة”. لكنّ هذا الترشيح يقتضي حياد لبنان وتحييده عن الصراعات الإقليمية والدولية، وفي الوقت عينه، التزامه قضية العدالة والسلام بين الشعوب والدول، وجواً سياسياً ملائماً تسوده الوحدة واحترام حقوق الجميع وواجباتهم”.
وأعلن الراعي “أننا نضمّ صوتنا إلى صوت فخامة الرئيس، للمطالبة بعودة النازحين السوريين الآمنة لا الطوعية إلى وطنهم وبيوتهم، مثلما أوضحها في كلمته، ونطالب بها، ليس فقط لأنّ لبنان لا يمكنه أن يتحمّل بعد الآن نتائج عددهم الباهظ والمرهق الذي يفوق المليون والنصف، ويتهدَّد لبنان اقتصادياً وأمنياً ومعيشياً وسياسياً، ولكن أيضاً لكي يحافظ الشعب السوري على ثقافته وحضارته الغنيّتين. الأمر نفسه نقوله بالنسبة إلى النازحين العراقيين. ونضمّ صوتنا إلى صوت فخامة الرئيس من أجل عودة اللاجئين الفلسطينيّين، وعددهم نصف مليون، إلى أرض فلسطين، مطالبين الأسرة الدولية بإقرار مشروع الدولتين، وإلزام إسرائيل بالتوقف عن إقامة مستوطنات جديدة على أرضهم المعدّة لتنشأ عليها دولتهم”.
«لعودة النازحين السوريين الآمنة لا الطوعية إلى بلدهم وكذلك اللاجئين الفلسطينيين».
الجمهورية