ترأس البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي قداس الاحد في كنيسة الصرح البطريركي الصيفي في الديمان، وعاونه المطرانان بولس صياح وحنا علوان ولفيف من الكهنة وخدمته جوقة الحبل بلا دنس في عبدين وحضره النائب السابق ادمون رزق ووفد من بلدة جزين والدكتور نزار يونس وجمع من المصلين.
وبعد الانجيل المقدس القى الراعي عظة عنوانها “مَن لا يجمع معي فهو يبدّد” تناول فيها الشأن السياسي الراهن في لبنان والاوضاع في المنطقة وقال: “كلّ دولةٍ تسودها الحروب الداخلية الأهلية، تسقط وتتدمّر بيد أهلها. أمّا إذا حافظت على وحدتها استطاعت أن تنتصر على الحروب الخارجية. هذا الأمر نشهده حاليًّا في بعضٍ من دول الشرق الأوسط، التي تتمزّق بيد أهلها وعلى يد جيوشٍ ومرتزقة تحالفوا معهم على تدميرها وقتل شعوبها وتهجيرهم وإقحامهم على العيش في الذلّ. لكنّنا ما زلنا نوجّه النداء إلى الحكام المحلّييّن وإلى الأسرة الدوليّة، مع الصلاة إلى الله، من أجل إيقاف الحروب في فلسطين والعراق وسوريا واليمن وسواها من البلدان في منطقتنا، وإيجاد الحلول السلمية للنزاعات، والعمل الجدّيّ من أجل إحلال السلام العادل والشامل والدائم فيها”.
وأضاف: “هذه الحال المُرّة من الانقسام الذي يدمّر نعيشها أيضًا في لبنان على المستوى السياسيّ. فثمّة فريقان كبيران يعيشان نزاعًا سياسيًّا على خلفية مذهبيّة، ويشطران البلد إلى اثنين، ويتجاهلان أكثريّة الشعب الصامت والصابر والرافض لهذا الانقسام ولهذا النزاع. وقد بلغ الانقسام هذا الحدّ الخطير وغير المقبول والمنافي لكلّ قاعدة طبيعيّة وديموقراطيّة وقانونيّة، وهو الإمعان في عدم انتخاب رئيس للجمهوريّة بعدما طوينا سنة وشهرَين من الفراغ في سدّة الرئاسة، وسنة وأربعة أشهر منذ بداية مهلة الانتخاب، وذلك لأهداف مخفيّة ولعجز الكتل السياسيّة والنيابيّة عن اتخاذ أيّة مبادرة فعليّة للخروج من هذه الأزمة المشينة. فتأتي الجلسة الانتخابيّة، الواحدة تلو الأخرى، والكلّ يعلم مسبَّقًا أنّها ستكون فاشلة لعدم اكتمال نصابها.
أمّا عدمُ وجود رئيس على رأس البلاد فيعني الفوضى، كما هو حاصل اليوم في الإدارات والمؤسّسات العامّة، وفي المؤسّستَين الدستوريّتَين البرلمان والحكومة. ولذلك لا قرار حتى في شأن لمّ النفايات والأمن الصحّي والبيئي، وهذا مُخزٍ للغاية، بل تشبّث في المواقف الشخصيّة والفئويّة، وما وراءها من حسابات رخيصة. يُخطئ كلُّ مَن يعتقد أنَّ نفوذه يزيد بغياب رئيسٍ للبلاد، وبغياب الحسيب والرقيب، فتبقى قائمةً القاعدةُ التي تقول: “السحر ينقلب على الساحر”.
بعد القداس استقبل الراعي المشاركين في الذبيحة الالهية ومنهم وفد من رعية عبدين القى باسمه خادم الرعية الخوري لويس العلم كلمة، ثم وفد من “رابطة البطريرك اسطفان الدويهي” برئاسة بطرس وهبة الدويهي الذي شكره على مبادرته لاحياء ذكرى المكرم البطريرك الدويهي في 2 آب الذي يصادف ذكرى ولادته، فالدكتور نزار يونس والنائب السابق ادمون رزق الذي القى كلمة حيا فيها مواقف البطريرك.
النهار