ما زالت الراهبة اللبنانية الفرنسية ماري كيروز تؤمن “بجمال العالم” الذي تفرد عنه كتاباً بعدما تناولته في عدد من اسطوانات الترانيم، وهي تؤمن ايضاً بالطاقة الايجابية للإنشاد الديني “السلاح الوحيد بوجه السلاح”.
وجدت الاخت ماري رسالتها في الغناء في بلدها لبنان ايام كان غارقاً في الحرب، فيما كانت تتأهب لتكريس حياتها للرهبنة وتدريس الرياضيات والفيزياء. وتقول في حديث لوكالة “فرانس برس”: “كان لجمال الغناء، حتى في ايام الرعب، اثر في تغيير ميولي ومساري”.
في الآونة الاخيرة، نشرت ماري كيروز بالتعاون مع الكاتب الفرنسي المناصر لقضايا البيئة جان ماري بيلت كتاباً بعنوان “بيان لجمال العالم” (مانيفست بور لا بوتيه دو موند)، تذكر فيه كيف كانت في الثمانينات من القرن الماضي “الراهبة الوحيدة تقريباً التي تخوض عالم الغناء الديني كمغنية دولية”.
ونالت ماري كيروز إجازة في الغناء الشرقي واخرى في الغناء الغربي، اضافة الى اجازة في العلوم الدينية في لبنان، ثم حصلت على دكتوراه في علوم الموسيقى من جامعة السوربون في باريس حيث تقيم منذ عام 1987.
ومنذ ذلك الحين، تمزج في غنائها بصوتها الرنان التقنيات الغربية للغناء الديني مع الزخارف الصوتية للموسيقى الشرقية، لا سيما التراتيل البيزنطية والسريانية والمارونية. وترجع ماري كيروز الفضل في غناها الثقافي الى نشأتها في لبنان “حيث تمتزج التقاليد” المختلفة.
وهي نشطة في اصدار الاسطوانات، ولها 20 اسطوانة حتى الآن، وكذلك في احياء الامسيات الكبرى، مثل تلك المقررة في مهرجان سالزبورغ في النمسا الصيف المقبل.
وتستخدم ماري كيروز عائدات الامسيات التي تحييها لتغطية نفقات الموسيقيين اولاً، ثم تخصص الاموال الباقية للمشاريع التعليمية والصحية. وهي تدير مؤسسة “انفانس پور لا پيه” (اطفال من اجل السلام) التي تساعد “400 طفل في نحو عشرين مدرسة في لبنان”. وتؤكد ماري كيروز ان هدفها “قتل الجهل”، وتقول: “رأيت ان الجهل والفقر هما اساس كل الانحرافات وكل الحروب”.
النهار