تتضمّن الرسالة التي حمَّلها القدّيس شربل للسيّدة نهاد الشامي ولكلّ واحدٍ منّا شخصيًّا، دعوةً للصلاة
في 22 من كلّ شهر، يتقاطر من كلّ المناطق اللّبنانيّة إلى دير مار مارون- عنّايا (مزار القديسشربل 1828_1898) الواقع في قضاء جبيل (لبنان) آلاف المؤمنين للمشاركة في مسيرة صلاة تنطلق من محبسة مار بطرس وبولس، حيث أمضى مار شربل زهاء 23 سنة من حياته، وتَصل إلى دير مار مارون وتُتَوّج بالاحتفال بالقدّاس الإلهي. وذلك إحياءً لذكرى شفاء السيّدة نهاد الشامي التي شفاها القدّيس شربل في 22 كانون الثاني سنة 1993 من الشّلل. وقد دعاها بعد أن أخْضعها لعمليّة جراحيّة قام بها بنفسه أثناء حُلمها إلى أن تُقدِّم قدّاس شكر كلّ شهر وتكون علامةً حيّة شاهدة على قدرة الله القدّوسة أمام كلّ إنسان.
تتضمّن الرسالة التي حمَّلها القدّيس شربل للسيّدة نهاد الشامي ولكلّ واحدٍ منّا شخصيًّا، دعوةً للصلاة، للرجوع إلى الإيمان وللعيش بالقرب من اللّه. لذا يدعو الدّير كلّ المؤمنين إلى عدم التوقّف عند الأعجوبة والنعمة التي وهبها الله لها بشفاعة مارشربل، لأنّها ليست هي الهدف بحدّ ذاتها. الهدف هو السير نحو الله والعيش بوصاياه تحت جناح الكنيسة والتزام تعاليمها، بالمواظبة على القداس وعدم الابتعاد عن سرّ التوبة وقراءة الإنجيل وتلاوة مسبحة العذراء مريم. المطلوب هو الرجوع إلى العائلة التي أسّسها الرب لكي نحافظ على جمال قدسيتها. فالأعجوبة إذًا، هي نداء سماوي لكي نعي حقيقة إيماننا بيسوع المسيح مخلّصنا. من هنا تقتصر كلّ الاحتفالات اللّيتورجيّة التي تُقام في هذا اليوم على المشاركة في القدّاس الإلهي وقبول سرّ التوبة.
ألصفحة الرسمية لدير مار مارون عنايا تطبع هذه الظاهرة الإيمانيّة الفريدة المرتكزة على خبرة روحيّة كنسيّة حياة الجماعة المسيحيّة اللّبنانيّة بسرّ حضور الله الفاعل فيها والقادر أنْ يحقّق في وَسَطها سرّ اللّقاء الحقيقي به ويُحيي في قلوب أبنائها جوًّا من التوبة الصافية ويُدفّق في عمقهم تلك الحياة النابعة من سرّ قلبه المحبّ. فكأنّ الله يريد أن يطبَعَنا بحياته بواسطة حياة قدّيسيه الذين أحبّوه فوق كلّ شيء، ويَكشف لنا عن عمق سرّ حبّه وقداسته ليجعل منّا شعبًا مقدّسًا قادرًا على الانفتاح على نعمته المُحيية والثبات في الحياة معه في قلب عالمنا الحاضر.
أليتيا