السلام، المصالحة، المحبة والتسامح. هذه هي الكلمات الأربع التي شكلت محور رسائل مختلف المجالس الأسقفية الأفريقية لمناسبة الاحتفال بعيد الميلاد، لاسيما تلك المتواجدة في بلدان تعاني من الصراعات المسلحة والعنف. رئيس أساقفة أبيدجان بساحل العاج الكاردينال جان بيار كوتوا دعا المؤمنين في عيد الميلاد إلى الاقتداء بالرب يسوع، والسير في درب المحبة بدون استثناء أحد، وسلوك طريق السعادة المتقاسمة وسبيل السلام والغفران. وأطلق نيافته نداء إلى المؤمنين المسيحيين والقادة السياسيين والدينيين حثّهم فيه على نبذ ظلمة الانقسامات والحقد وزرع بذور السلام والمصالحة.
أما ماوريسيوس فشهدت وللمرة الأولى صدور رسالة ميلادية مسكونية وقع عليها الكاردينال موريس بيات أسقف أبرشية بور لويس الكاثوليكية ورأس الكنيسة الأنغليكانية المحلية الأسقف إيان إيرنيست. وسلطت الوثيقة الدينية الضوء على أهمية وهب الذات لأن هذه هي الهبة الأكبر التي يُمكن تقديمها للآخرين. من جانبه شدد المطران دونيس أموزو دزابكا، رئيس أساقفة سان توميه في طوغو على الرغبة العميقة في السلام وروح التضامن الذي يميّز الاحتفال بعيد الميلاد.
وقد أكد على هذه المبادئ أيضا الكاردينال لوران موزوينغو بازينيا رئيس أساقفة كينشاسا بجمهورية الكونغو الديمقراطية الذي ناشد المسيحيين بالتخلي عن أعمال العنف ليصيروا صانعي السلام، مع العلم أن هذا البلد الأفريقي يشهد منذ فترة طويلة مصادمات عنيفة بين القوى الأمنية والمتظاهرين المناوئين لرئيس البلاد كابيلا. الكاردينال بازينيا دعا الجميع إلى احترام حياة المدنيين، لأن سلام الميلاد ـ كما كتب في رسالته ـ يستثني القتل والعنف ويدعو إلى العدالة والمحبة والحقيقة.
وذكّر نيافته المؤمنين بالنداء الذي أطلقه البابا فرنسيس في الحادي والعشرين من كانون الأول ديسمبر الجاري عندما قال في ختام مقابلته العامة مع المؤمنين: في ضوء لقاء حديث لي مع رئيس ونائب رئيس مجلس أساقفة جمهوريّة الكونغو الديمقراطية أوجّه مجدّدًا نداء من القلب إلى جميع شعب الكونغو لكي يكون صانع سلام ومصالحة وفي هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه. ليصغي المسؤولون السياسيّون إلى صوت ضمائرهم وليروا الآلام الوحشيّة التي يتعرّض لها أبناء وطنهم وليكن الخير العام محور اهتمامهم. وإذ أؤكِّد عضدي ومحبّتي لشعب هذا البلد الحبيب أدعو الجميع كي يسمحوا لنور مخلّص العالم أن يقودهم ويرشدهم وأُصلّي كي يفتح ميلاد الرب دروب رجاء.
في السنغال عبر رئيس أساقفة داكار المطران بينجامين نداي عن معارضته لإعادة تطبيق عقوبة الإعدام التي تم إلغاؤها في البلاد في العام 2004 بعد أن شهدت نقاشا بهذا الشأن في أعقاب ارتفاع مقلق في معدلات الجرائم. وندد الأسقف السنغالي أيضا بالعنف الممارس ضد النساء والأطفال، مشيرا إلى غياب المعايير الأدبية والخلقية في المجتمع السنغالي ناهيك عن غياب الضمير وانعدام الانضباط وانتشار الميول المادية والاستهلاكية. وختم رئيس أساقفة داكار مذكرا المؤمنين بأن عيد الميلاد هو الاحتفال بالحياة التي وهبنا إياها الله، ومن هنا تمنى أن يسود فرح هذا العيد وسلام الله في قلوب جميع البشر.
إذاعة الفاتيكان
الوسوم :الرسائل الميلادية لمجالس الأساقفة الكاثوليك في أفريقيا