كأعمدة من دخان، معطرة بالمر واللبان، هكذا يتأمل الرب كنيسته..
لكن كيف يراها الأعداء..؟ اضرب الراعي، تتبدد الخراف.. لذا يتسللون لاختراق الكنيسة في أقداسها، يسوع المخلص له المجد، ووالدة الإله مريم العذراء..
من المعروف لاهوتيا لدى المسيحيين أن السيدة العذراء مريم هي كنيسة الله، وأن السيد المسيح له المجد هو رأس الكنيسة المقدسة، وأن أعضاءها الذين أعطوا الخلاص وآمنوا، هم جسد هذه الكنيسة..
كما أن السيد المسيح الذي هو سيد الخليقة ومخلص العالم، وأمه والدة الإله سلطانة السماء والأرض، لا يحتاجون إلى محطة أرضية للحضور والرحيل لا تشرف أحدا وصندوق بريد لتبليغ الرسائل أو تلقيها، ولهم كل مؤمنين العالم والمتعبدين في أديارهم وكنائسهم وبيوتهم بما فيهم الكرسي الفاتيكاني البابوي وخدامه، إذن فقليل من المنطق لإقناع البسطاء، لكن دعاة الهرطقة في كذبهم يبرعون، فيدعون أن الأفعال الإلهية العظيمة هي خارج المنطق الإنساني المحدود..؟
بداية الحدث كان من وسط شبه غجري (النور)، إباحي خال من القيم، لا مفهوم للعيب لديه، وجوار من الأغراب لا يقل سوءا، أقاموا مكان أهل الحي، وفي ظروف سياسية واجتماعية مضطربة تحمل تهديدا للوجود المسيحي في المنطقة السورية عام 1982/، وقد انخرط في جمع صاحبة الحدث كاهن مهزوز الفكر له صلة استخباراتية اسمه الياس زحلاوي، رشحها له جماعة جوقة الرب الأزلي، وكان المرشد الروحي لها، وكان منها أيضا ما عرف بجماعة أبي غسان، وكانت الجماعة هذه تتحلق حول (ميرنا) بما تدعيه وخوارقها، ورأي الزحلاوي هذا في ميرنا الصبية ضالته، التي يمكن توظيفها، فأمّن لها مصادر التمويل، وجند لها الدعاية الإعلامية الفاعلة، باستغلال صلاته الكهنوتية وطائفته، وكتب لها كتبا لا مضمون مفيد لها، جمع مادتها من أقوال متبطلين متشوفين مدعين بما يشبه الهذر السخيف، وأكاذيب أحلام، وقصص وهمية مختلقة وتمنيات لا حقيقة فيها.. إضافة إلى هرطقات لاهوتية ادعى أنها رسائل إلهية تلقتها ميرنا من السماء، ناقش مضمونها موقع الشبيبة الأرثوذكسية الألكتروني ودحضها وبين هرطقتها وصنفها ضمن البدع والهرطقات..؟ وللعلم فإن هذه الدعوة الشاذة تروج لها وتتداول أخبارها أكثر من ألف وسيلة إعلامية تلفزيونية وإذاعية ومواقع إلكترونية في أنحاء العالم، هذا غير النشرات الدورية والصحفية والوسائل الأخرى، دون أن تحظى بالقبول الذي يناسب وجهد هذه الإمكانات..؟ وإذا حدث أن حاول احدهم الاعتراض على ما يقولون من خطأ ويفعلون، حاولوا احتواءه بالعطايا والمال، وإلا ردعه وإرهابه بواسطة عصاباتهم، أو من قبل السلطات المحلية للدولة التي هو فيها من خلال مكيدة من مكائدهم..؟ وإن كثر من حولهم المستاؤون الرافضون لهم، جمعوا قبالتهم الطبل والزمر والزعران المرتزقة..؟
وفي غمرة الضجيج المفتعل، هل تساءل أحد كيف تبدو ميرنا القديسة هذه كما يتندر عليها رافضوها..
إنها صبوحة الوجه، مليحة، وذات قوام جميل لجسد نشيط جاذب، متشوفة لأن تكون نجمة كما الشهيرات، ممثلة بارعة، تؤدي الأدوار المطلوبة منها في حرفية قل نظيرها، كما تحفظ نصوص ما ستقوله وتمليه على الناس بدقة، وتنفذ كل الحركات والسكنات التي تقتضي ذلك، كاذبة إلى درجة الإبداع.. تؤمن بذاتها ولا تؤمن بأي دين من الأديان، جشعة إلى المال والفخامة، وصارت من الأثرياء ، قادرة على إخضاع وقيادة من يتقرب منها، ورغم بخلها فهي تدفع بسخاء لأنصارها ومريديها..؟
أما ما يلاحظ من خلال الوقائع العيانية منذ بداية دعوتهم، أنهم يشتغلون ويستهدفون:
1 – رعاة الكنيسة فيشككون في مسلكيتهم وفي عقائد الكنيسة الإيمانية،
2 – جماعة المؤمنين أنفسهم، أفرادا وعائلات، فيزرعون الفرقة والشقاق والبغضاء بينهم، ويستعدونهم على بعضهم، وفي ذلك يعمدون على نشر الإشاعات الكاذبة، النميمة، اختلاق القصص المسيئة، تخوينهم، تكفيرهم.. ؟
3 – يغرقون أبناء الكنيسة بالخرافات والشعوذة، وعقائد هرطوقية تحرفهم عن الإيمان القويم، والسلوك الحياتي الصحيح..