يبدأ صباح اليوم في جامعة الروح القدس في الكسليك المجمع الإداري للرهبانية اللبنانية المارونية لدرس أوضاع الرهبنة على كل الصعد الإدارية والكنسية والإقتصادية والإجتماعية والتربوية والإستشفائية، قبل التسليم والتسلم بين السلطة الجديدة للرهبنة والسلطة السابقة برئاسة الأباتي طنوس نعمة. وتستمر جلسات المجمع الإدارية حتى الخميس المقبل، لتلتئم التاسعة صباح الجمعة الهيئة الناخبة بانتخاب أمين سر للمجمع وفاحصي قرعة. وتبدأ على أثرها عملية الإنتخاب على خمس مراحل الأولى ينتـخب فيهـا الرئيس العـام الجـديد والثانية المـدبـر الأول أو النائب العام، ثم المدبر الثاني فالثالث فالرابع.
ويتم الإنتخاب بطريقة الإقتراع السري المباشر في غرفة سرية مع عازل وتمنع أي إشارة أو علامة فارقة على أوراق الإنتخاب. ويشارك في التصويت 321 راهباً يشكلون الهيئة الناخبة، مع الإشارة إلى أن حضور الجلسة إلزامي تحت طائلة المسؤولية والعقوبة إذ يخضع الغائب لمحاكمة ويعاقب بالمنع من الإنتخاب في دورة لاحقة أو دورتين أو ما سوى ذلك. علماً أن على الرهبان الموجودين في الخارج الحضور أيضاً، أما إذا تعذر حضور أي راهب فعليه طلب إذن خطي من المجمع يتلى في بداية الجلسات كأن يكون مضطراً إلى البقاء في ديره في دول الإنتشار، على أن يكون الإذن خطياً ورسمياً ويعلن من خلاله تكليف أحد الرهبان بالتصويت عنه.
ويحصل الإقتراع على خمس مراحل ويتم الفرز أيضاً على خمس مراحل الأولى فرز أوراق انتخاب الرئيس العام، ثم النائب العام، فالمدبر الأول والثاني والثالث.
ويذكر أن لا ترشيح في هذه الإنتخابات، إنما غالباً ما تعمل مجموعة معينة على تحضير نفسها عبر اتصالات تشمل الجميع، وتكون المجموعة ممثلة للمقاطعات الرهبانية الخمس: الشوف والجنوب، المتن، كسروان، جبيل، الشمال. وتحرص المجموعات المتحركة على تمثيل كل هذه المقاطعات، وهذا ما يحصل في كل انتخابات ومنها انتخابات اليوم حيث يحكى عن مجموعة من كل المقاطعات تحضر نفسها منذ مدة برئاسة راهب من المتن، بينما يحكى أيضا عن مجموعة أخرى برئاسة راهب من كسروان.
واللافت في هذه الإنتخابات أن ثمة شائعات كثيرة سارية تتحدث عن إمكان تدخل الفاتيكان فيها كما حصل في الإنتخابات الأخيرة التي حملت الأباتي نعمة إلى رأس السلطة، وحملت معه مجلس مدبرين يراعي التوزيع المناطقي بحيث لا يستثنى أحد، أو ربما تدخل الفاتيكان في موضوع الرئاسة فقط مع ترك الحرية للرهبان في انتخاب مجلس المدبرين، أو ربما أيضاً يتدخل الكرسي الرسولي لفرض حل انطلاقاً من أن الرهبانية اللبنانية المارونية هي منظمة حبرية ordre pontifical أي أنها تابعة لروما من خلال القوانين التي تنظمها داخليا والتي ثبّتتها روما، مع بقاء علاقتها البنوية الوطنية بالبطريرك الماروني. ويذكر هنا أن ثمة رهبانيات حبرية في لبنان وثمة رهبانيات تابعة للبطريرك مثل جمعية المرسلين اللبنانيين والرهبانيات النسائية بمعظمها، وهو أمر يطبق على مذاهب أخرى ومنها طائفة الروم الكاثوليك التي لديها رهبانيات حبرية، ورهبانية بطريركية هي رهبانية الآباء البولسيين. مع الإشارة إلى أن ثمة رهبانيات أبرشية أي تابعة لأسقف ولكنها غير موجودة في لبنان.
وانتظار الرهبانية اللبنانية ينسحب على رهبانيات حبرية مماثلة تنتظر استحقاقاتها في صيف السنة المقبلة، مثل الرهبانية المارونية المريمية والرهبانية المارونية الأنطونية، فما قد يحصل في هذه قد يحصل في تيك الرهبانية وتلك، انطلاقاً من النمط الجديد للسلطة الذي يتبعه البابا فرنسيس وهو أسلوب صارم حيث يجب ومتساهل حيث يجب.
أما التجديد فصعب جداً في الرهبانيات، وأي تجديد لرئيس يتطلّب حصوله على ثلثي أصوات الرهبان في الدورة الأولى وإذا لم يحصل عليها فيعتبر غير مرشح ولا يصح انتخابه.
والإنتظار الرهباني لما يمكن أن يكون عليه موقف الفاتيكان خفّف التحرك الإنتخابي قليلاً، حتى إذا ترك الكرسي الرسولي للرهبان حريتهم تحرّك “الجيش الأسود” بسرعة في الساعة الأخيرة ليحصد الفوز مَن عرف كيف يزَرَعَ.
حبيب شلوق
النهار
الرئيسية | أخبار الكنيسة | الرهبانية اللبنانية تبدأ مجمعها اليوم والجمعة أباتي جديد تحرّك داخلي وشائعات عن تدخّل فاتيكاني لفرض حل