احتفلت الرهبانية المارونية المريمية بالسيامة الكهنوتية للراهبين المريميين الشماسين شربل فرح وشربل بطيش، في دير القديسة تريزيا الطفل يسوع / سهيلة / كسروان، بوضع يد المعتمد البطريركي لدى الكرسي الرسولي ورئيس المعهد الماروني الحبري في روما المطران فرنسوا عيد، وفي حضور الرئيس العام للرهبانية المارونية المريمية الاباتي بطرس طربيه واعضاء مجلس المدبرين في الرهبانية والوكيل العام للرهبانية لدى الكرسي الرسولي ورئيس الدير في روما الاب سليم الرجي، النائب فريد الياس الخازن، القنصل العام لجمهورية مالاوي في لبنان انطوان عقيقي وفعاليات سياسية واجتماعية ورهبانية اضافة الى الاهل والاصدقاء ورهبان وراهبات.
بعد الانجيل المقدس، القى المطران عيد عظة من وحي المناسبة، لفت فيها الى اهمية السيامة، بالقول: “كل سيامة كهنوتية هي ميلاد لرسالة جديدة وعطية يغني بها الله كنيسته فتبعث الحياة والرجاء في المستقبل”.
اضاف: “منذ الليلة ستكونان معلمي الكلمة وخادمي اسرار الخلاص وراعيي قطيعه، فالمسيح الذي يرسلكما هو المرسل والرسالة معا، وانتما رسولا المعلم الاوحد وخادما الرسالة”. مشيرا الى “ان عالمنا مليء بالاوثان، اكثر من اي زمن اخر، وساحات مدننا وثنية لا تصغي لكلمة حق، وفلاسفة عصرنا ” طردوا الله ” ونصبوا ذواتهم الهة ومعلمين. لذلك اخوي الحبيبين، انتما الان اتيان من جامعات روما العريقة تدركان اي منحدر آلت اليه مجتمعاتنا الفكرية والانسانية، ولأية مهمة صعبة يدعوكما الرب، فأنتما ستجابهان تشويهين حقيقيين: الاول – عنف الاصولية وارهابها، وهي خطر داهم يلغي وجود الانسانية والعقل. والثاني: عنف العقل المشوه الذي نصب نفسه مقياسا مطلقا بادعاء نرجسي والغى تفكيره السوي، لذلك نحن نغرق اليوم في فكر وعيش مجتمعي لا يؤمن بالقيم والمرجعيات الثابتة انسانيا وروحيا وثقافيا واخلاقيا وحضاريا. نحن اليوم في عالم يعيش في ضياع شامل حيث لا ثبات فيه لشيء”.
اضاف: “اخوي الحبيبين، الى هذا الحقل الفسيح والمعقد والغريب في آن يرسلكما الرب اليوم، حاملين كلمته المحيية وحنانه وافتقاده وسلامه وحياته، فلعنف الاصولية وارهابها ستشهدون بأننا ابناء المحبة والسلام لأن الهنا محبة هو، وان بيوت التراب ومعابد الحجر التي يهدمونها هي مقبرة لأنسانيتهم، اخبروهم اننا ابناء القيامة نحن وان معارجنا الى اورشليم العليا، نسير اليها بكامل انسانيتنا الفاضلة والمتحضرة، لا بوحشية العنف والافتراض. اخبروهم ان قلوبنا هي المعابد فيها نعبد الله بالروح والحق ونشهد لمحبته بمحبتنا للقريب، وان ابغضونا فليصطفلوا فنحن، بعدما رأينا وجه المسيح المخلص، نريدهم اخوة لنا في الانسانية احباء ومخلصين”.
وختم المطران عيد عظته متوجها الى الكاهنين الجديدين بالقول: “تذكروا ايها الحبيبان، بقدرتكما الذاتية انتما لا شيء وانما بقدرة الرب الفادي يسوع المسيح تستطيعان كل شيء”.
يحتفل الكاهنان الجديدان بقداس الشكر الاول الذي يرأسه الاباتي بطرس طربيه عند العاشرة من صباح يوم غد الاحد في دير سيدة اللويزة – زوق مصبح، ويتلقيان التهاني طيلة النهار.
وطنية