أطلق الإعلامي بسام براك كتابه بعنوان “توالي الحبر”، في احتفال أقيم على مسرح الحكمة – الجديدة، برعاية وزير الاعلام ملحم الرياشي وحضوره. والكتاب صادر عن دار الابداع – الحرف الذهبي، ويتضمن فصولا نثرية تأملية في الله، القلب، صوت فيروز، التراب والكلمة، اما الغلاف فهو فكرة ورسم مروان ملاك.
حضر الحفل المطران حنا رحمه ممثلا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، السيدة منى الهراوي، الياس حنكش ممثلا رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميل، العميد جورج الحايك ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، رئيس جهاز التواصل والاعلام في الحزب شارل جبور ممثلا رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع، نقيب المحررين الياس عون، مديرة الوكالة الوطنية للاعلام لور سليمان صعب، مدير مكتب الاعلام في القصر الجمهوري رفيق شلالا، رئيس الجامعة الانطونية الاب ميشال جلخ، وعدد من رؤساء عامين ورئيسات عامات للرهبانيات وشخصيات رسمية وسياسية وحزبية ونقابية واعلامية وثقافية وفنية والاهل والاصدقاء.
مطر
افتتاحا النشيد الوطني، فكلمة لنائب رئيس جامعة سيدة اللويزة سهيل مطر قال فيها: “هذا البسام، وسامحوني، متعب كبير، يرتدي أناقة الورد وطيبة الريحان، يتمرى بعيني من يحب، يتقدم، يستدرج الأحلام، واثق الخطوة يمشي ملكا، ويفتح الباب، باب بيته، باب قلبه، باب كتابه، فتدخل ولن تقوى على الخروج، وتتوالى الأبواب، تتعب في فتحها، وكلما تغلبت على باب، انبسطت أمامك جنائن وتحف وكنائس، وتتهيأ لاستراحة أو صلاة، ومن جديد تتوالى جمالات وشواهق وحفافي، تخاف على بسام أن تزل به كلمة ولكن لا، يقسو أكثر، يقاوم كل زلة، هيهات منه الذلة والزلة معا، ويتابع”.
وقال: “رحل سعيد عقل، كتب هو: “لم يهو ولن، بل يهوى العلى هو، أو العلاءات تهواه”، كأن بسام يملي علينا، هذا المهووس بالإملاء، ما نعجز عن استيفائه إلا بأخطاء وخطايا، كأنه يتحدانا أن نأتي بمثل قلمه، ولكن لا، بسام لا يتحدى إلا نفسه وإلا ما كتب البارحة”.
وتابع: “إن أردتم التعرف الى بسام لملموا شظاياه المبعثرة بين إله وحبر وتراب وامرأة؛ يرتفع أمامكم بسام أبجدية جديدة، كأنها من نور وأيقونات”.
وختم: “تبقى حكاية العاشق مع حبيبة ليست من لحم ودم بل من حروف وإيقاعات. إنها الكلمة، إنها اللغة، وهي اللغة العربية، ويا عرب ألا هبوا واستفيقوا، أيها العرب لغتكم العربية في بكاء واحتضار، إن أردتم تعلم اللغة العربية، وفهم أصولها ومخارج حروفها، أنظروا الى لبنان، كان هو المعلم وسيبقى نبعة الينابيع لمعلمين كبار من أمثال بسام براك”.
الرياشي
أما الوزير الرياشي فقال: “بالفعل انها لحظة فريدة وغريبة. كأننا في جزيرة من حضارة ضمن عالم وجغرافيا من الانحطاط، نحن نعيش فعلا في زمن انحطاط لكن “توالي الحبر” وأمثاله جعلنا نعبر من زمن الانحطاط الى زمن الحياة”.
أضاف: “بسام براك لم يكتب، بسام عازف ورسام، عزف بالحروف ورسم لوحات بالكلمات، بسام مختلف ومميز لأنه نقلنا في هذه الامسية من زمن الى زمن آخر. ومن نحن اصلا في هذا الشرق، ومن نحن إلا بناة جسور، منذ أجدادنا منذ فينيقيا ومنذ آلاف السنين ونبني جسورا بالحرف والحبر، نحترف لعبة الحبر والحروف ونبني جسورا غير مرئية بين ضفاف وضفاف اخرى، نصطدم بجدران وبحيطان فنضع على اكتافها جسرا، ويصبح الجدار حليفا لنا وليس خصما لنا، ونعبر على حد السكين بين شرق مريض وغرب كاذب ومتمارض،، نعبر على شفير الكلمات بين هذا وذاك. نعبر مع بسام وأمثال بسام، بسام العازف والرسام، نعبر معه من زمن إلى زمن آخر، نحمل المحابر، نبني الجسور بالمحابر، ونقفل أبواب المقابر. نحمل الجسور ونبنيها بالمحابر ونعلي لمجد لبنان المنابر. هذا ما فعله بسام وهذا ما فعله أجداد بسام وهذا ما فعلته فيروز”.
وتابع: “بسام في ” توالي الحبر” رسم لي صورة رائعة عن مريم أمي وام الدنيا كلها، وحين قرأ علينا السلام، هزني من الداخل لأنه ذكرني ان هذا السلام الآتي من جبروت جبرائيل هو حنان يفوق كل حب”.
وختم: “يا صديقي بسام، انت بنيت بالحبر جسرا لاجل الخلود، بنيت جسرا من زمن الانحطاط إلى زمن النهضة في عز زمن الانحطاط، لا بل في زمن لا اعرف أن أطلق عليه أسما او أحدده باسم، انه أسوأ من زمن الانحطاط، لكنك بنيت بهذا الكتاب جسرا، وأنجبت غدك للحياة وانجبت “توالي الحبر” للخلود. ألف تحية لك ولكتابك وحبرك وصفحاتك. وألف مجد لمن أراد أن يكون وسيطا بين ملكة الوحي وبين صفحات الحبر. تحية لك ولحبر كالتبر ليحيا لبنان”.
براك
ثم كانت كلمة للكاتب شكر فيها للوزير الرياشي رعايته الحفل وبقاءه زميلا للاعلاميين وداعما لاسرتهم. كما شكر كل من ساهم في دعم مسيرته الادبية وكل من شارك في هذا الحفل.
وقال: “من حبر الصوت مما كتبت بل نزفت، أقدم حبا لصوت صقلني، أضناني حتى شفاني من خطايا كثيرة، من صوت له في أرض حياتي سماء، وله في مشوار عمري ضياء، فلن أخاف العتمة بعده، صوت وضعت بين يدي سيدته هذا الكتاب وبنيت احترامي لها تحت سقف الكلمة منذ سنوات: انها السيدة فيروز”.
اغنية لفيروز
واختتم الحفل باغنية تحية للسيدة فيروز من كلمات براك وألحان الماسترو جوزف مراد، أداها الفنان غدي والمنشدة كارلا حداد مع صور خاصة للسيدة فيروز في الخلفية من توثيق المخرج جان عون.
وتخلل الحفل ترنيمة لجومانا مدور وأداء لبعض فصول الكتاب بصوت الممثل جهاد الاطرش والاعلامية لينا دوغان، ولوحة تعبيرية بإشراف رانيا ريفوني، بالاضافة الى تأمل مصور لبراك في جبل الزيتون بعنوان ” لص اليسار”.
وطنية