١- عندما طلب من القديسة تريزيا أن تكتب قصة حياتها ومسيرتها مع الله، رأت نفسها مغمورة بإنعامات الرب يسوع
تجلت في عائلتها. ( الاعمال الكاملة)،
٢- بدأت دعوتها، في عائلة مباركة، زرعها يسوع “في أرض مقدسة كما لو أنها مشبعة بعطر بتولي”(الأعمال الكاملة).
الأرض المقدسة هي عائلتها، أنبتت للكنيسة دعوات مقدسة.
٣- ميزة هذا العطر أنه تفوح منه العاطفة والحب والإيمان والرعاية والتربية ولاسيما يعرف معنى الرغبة في التبتل والحياة المكرسة ولا يخاف الدعوة بل يشجعها ويحفزها… فيوما ما ستتقدس تريزيا بعطر العائلة وأمها الرهبانية الكرملية.
٤- لويس كان يطمح نحو الحياة الرهبانية ولكنه رُفض لأنه لا يتّقن اللغة اللاتينة، وأما امها زيلي كانت تريد اعتناق الحياة المكرسة ولكنها أيضا لم تكن دعوتها.
– لكن رغبة التكرّس لديهما، تحققت في سرّ الزواج المقدّس، هناك عاشا نعم الحب الزوجي نعم لله نعم للحياة بكرم وسخاء.
وفي هذا الجو العابق بأريج النعم التكرسيّة نمت تريزيا كزنبقة طاهرة نقية مكرّسة في بستان الحب، تفتحت على دفء الحب الزوجي المكرّس.
٥- تريزيا زنبقة، نقلها الله وزرعها في جبل الكرمل أي في الحياة النسكية الجماعية (الأعمال الكاملة).
٦-سرّ رائحة وجمال ونصاعة الزنبقة (الدعوة)، تكمن في الجذع، أي والدها ووالدتها (الأعمال الكاملة).
٧- حب الله رفيق تريزيا، اختبرته من خلال حب والديها، فكانت تريزيا محاطة بالحب الزوجي منذ لحظة وجودها على الأرض ( الأعمال الكاملة)، ، ولشدة حبها بلويس زيلي، كانت تتمنى لهما الذهاب إلى السماء (الأعمال الكاملة).
صحيح أن هذه الأمنية فيها الكثير من الفكاهة، إلا أننا نستشف من خلالها، تعلّم تريزيا على ثقافة الخير الأكمل والأعظم للنفس، أي الله. بفضل تربية مسيحية صحيحة
٨- تعلمت تريزيا من والدتها، ألا تخاف من مواجهة الأخطاء أو البوح بها، فعندما كانت تقترف هفوة ما، كانت تسارع إلى طلب السماح من والدها، لأنها كانت مدركة تمام الإدراك بأنه سيغفر لها.
فما أعظمها تربية يكون فيها الغفران أساس العلاقات!! ( الأعمال الكاملة).
٩- إندهشت تريزيا بقلب أمها وببراعته”في التعبير عن حنانه بألف نوع من الإهتمامات اللطيفة التي لا تخطر على بال أحد!…”(الأعمال الكاملة).
فمن هذا القلب الحنوني ستكتشف تريزيا سر قلب مريم العذراء وتدخلها العجائبي في حياتها الصغيرة، ولاسيما عندما فقدت والدتها، لقد فهمت تريزيا معنى قلب الأم وغناه، لهذا كتبت عنه أجمل القصائد المعبرة (قصيدة: الندى الإلهي، وبالقرب منك، إلى سيدة المعونة الدائمة، لماذا أحبك يا مريم).
١٠- تعلمت تريزيا من أمها، تلاوة الصلاة اليومية بانتظام (الأعمال الكاملة) كانتظام دقات قلبها الصغير.
١١- في التاسِعَ عَشَرَ من تشرينَ الأَوَّلِ 2008، كانَ تطويبُ الزوجينِ لويس وزيلي مارتان، وقد تزامَنَ ذلكَ مع ذكرى مرورِ مئةٍ وخمسينَ عاماً على زواجِهما الذي حَصَلَ في 12 تموز 1858 في كنيسةِ سيّدةِ ألِنسون، وتحديداً عندَ منتَصِفِ الليلِ. أَمّا التطويبُ فكانَ في بازيليك القديسةِ تريزيا في ليزيو-فرنسا، بَعْدَ اجتراحِها أعجوبَةً قَضَتْ بشفاءِ طِفلٍ إيطاليٍّ يُدْعى Pietro Schiliro ، وهو الآنَ بصحَّةٍ جيّدَةٍ ولهُ من العُمْرِ ١٢ سنة.
١٢- على الأزواج أن يتعلموا من اختبار القديسة تريزيا، بأن الزواج الصحيح والناضج والعابق برائحة التقوى والإيمان والمحبة والغفران، ينعكس إيجابا على الأولاد، فمن خلال شهادة الحب يفهم الأولاد محبة الله بطريقة بسيطة وعميقة، أنه الإله المحب والغفور والمقدس، الذي يرافق ويدعم ويختار، وأنه ليس بظالم أو مستبد، بل إنه محبة.
١٣- وليتذكروا أن القداسة ليست حكرا على أحد بل هي دعوة الجميع، وأن القديسين ليسوا إلا ثمرة الحب الزوجي أعطت حياة مكرّسة مقدّسة للكنيسة.
نعم، إن سرّ الزواج عتبة السماء على الأرض، تدخل منها القداسة فتبني عشها في أرجاء العائلة، تعشش فيها الدعوات المقدسة، فيخرج منها نسور- قديسين وأبرار وصديقين وشهداء ومعترفين، يحلقون في فضاء العالم الواسع، معلنين الرجاء الصالح لبني البشر.
بقلم الخوري جان بول الخوري / زينيت