في إطار التحضير للسينودس القادم نقدم لكم في مقال اليوم نظرة سريعة حول تعليم للبابا يوحنا بولس الثاني عن موضوع العائلة والزواج الذي عرضه في مقابلة عامة له عام 1979.
العائلة أساس المجتمع
العائلة المسيحية كانت مصدر اهتمام الجميع وهي أساسية في المجتمع منذ البدء، والرب يسوع كان قد استخدم عبارة منذ البدء خلال حديثه عن الزواج بحسب ما يذكر في إنجيل القديس متى والقديس مرقس. نود أن نسأل ما تعنيه كلمة منذ البدء ونود أيضًا أن نوضح لم تحدث يسوع عن موضوع البدء في هذا السياق ولذلك قد نقدم تحليلا موجزًا عما ذكر في الكتاب المقدس.
منذ البدء…ذكراً وأنثى خلقهما
خلال حديثه مع الفريسيين الذين سألوه حول موضوع طلاق الرجل من زوجته تحدث يسوع مرتين عن البدء: “وَلَمَّا أَكْمَلَ يَسُوعُ هذَا الْكَلاَمَ انْتَقَلَ مِنَ الْجَلِيلِ وَجَاءَ إِلَى تُخُومِ الْيَهُودِيَّةِ مِنْ عَبْرِ الأُرْدُنِّ. وَتَبِعَتْهُ جُمُوعٌ كَثِيرَةٌ فَشَفَاهُمْ هُنَاكَ. وَجَاءَ إِلَيْهِ الْفَرِّيسِيُّونَ لِيُجَرِّبُوهُ قَائِلِينَ لَهُ: «هَلْ يَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يُطَلِّقَ امْرَأَتَهُ لِكُلِّ سَبَبٍ؟» فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. إِذًا لَيْسَا بَعْدُ اثْنَيْنِ بَلْ جَسَدٌ وَاحِدٌ. فَالَّذِي جَمَعَهُ اللهُ لاَ يُفَرِّقُهُ إِنْسَانٌ». قَالُوا لَهُ: «فَلِمَاذَا أَوْصَى مُوسَى أَنْ يُعْطَى كِتَابُ طَلاَق فَتُطَلَّقُ؟» قَالَ لَهُمْ: «إِنَّ مُوسَى مِنْ أَجْلِ قَسَاوَةِ قُلُوبِكُمْ أَذِنَ لَكُمْ أَنْ تُطَلِّقُوا نِسَاءَكُمْ. وَلكِنْ مِنَ الْبَدْءِ لَمْ يَكُنْ هكَذَا.
لم يقبل يسوع بالإطار الذي حاول فيه المحاورون أن يقدموا سؤالهم لذلك استخدم كلمة البدء فكلمهم بكلمات العهد القديم وبتلك الطريقة أنهى النقاش معهم حول الموضوع.
الزواج أبدي
البدء يدل من ناحية أولى على ما جاء في سفر التكوين: في البدء ذكراً وأنثى خلقهما”، ويسوع حين أجاب أشار الى ما جاء في سفر التكوين: “لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلزم امرأته ويصير الإثنان جسداً واحداً.” عند ذكره هذه الكلمات أعطاها يسوع معنى أهم “فهما ما بعد إثنين بل جسد واحد، وما جمعه الله لا يفرقه إنسان وهذا ما يشهد على أن كلمة الله مع ما جاء في التكوين يثبت أن انحلال الزواج و دوامه تحدث الله عنه منذ القدم.
من هذه النقطة يمكن أن نفهم بان كلام يسوع يثبت كلام الله الذي ذكر أبدية الزواج وكلمة البدء التي تعاد مرتين تشير الى الطريقة التي خلق الله بها الإنسان في سر الخلق وبشكل خاص أنه خلقهما ذكراً وأنثى وذلك كي نفهم بشكل أعمق معاني كلمات سفر التكوين، وهذا الأامر ينطبق على الناس اليوم كما على الناس في الماضي، ومن هنا علينا أن نضع أنفسنا في هذا الزمن مكان الذين حاوروا يسوع.
***
نقلته الى العربية (بتصرف) نانسي لحود- وكالة زينيت العالمية