رعى السفير البابوي لدى الأردن والعراق المطران ألبرتو أورتيغا مارتين، احتفالاً دينياً وفنياً بمناسبة عيد الفصح، في كنيسة قلب يسوع في ناعور، ورافقه المونسنيور روبيرتو كونا، المستشار في السفارة، وأمين عام لوزارة السياحة والآثار الدكتور عيسى قموه.
في بداية الحفل، رحّب كاهن الرعية الأب رفعت بدر بالسفير البابوي والحضور. وقال بأن احتفالنا بعيد الفصح هذا العام يأتي بمناسبتين مميزتين، الأولى هي سنة الرحمة كما أعلنها قداسة البابا فرنسيس، مشيداً بكل أعمال الرحمة والمحبة والعطاء التي جمّلت زمن الصوم الأربعيني الذي يسبق العيد. وأضاف بأن أعمال الرحمة، بالإضافة إلى الصلوات والترانيم التي أقيمت في مختلف الكنائس، قد شكّلت إشارات جديدة بأن مجتمعنا الأردني ككل غير خالٍ من مبادرات المحبة والإيثار والعطاء الإنساني الذي يتخطى الفروقات العرقية والدينية.
وأضاف بأن المناسبة الثانية هي الإعلان بين العيدين الشرقي والغربي عن المكرمة الملكية السامية بتبرع جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، وعلى نفقته الشخصية، لترميم قبر السيد المسيح في كنيسة القيامة في القدس، وقال بأن ذلك قد رفع معنويات إخوتنا في القدس الشريف الذين يجدون دائماً في الهاشميين ملاذاً ودعماً وسنداً قوياً بالرغم من الصعوبات والتحديات التي يعيشونها، وبالرغم من المضايقات التي تحصل على المقدسات الإسلامية والمسيحية.
وبدور أشاد السفير البابوي باللحمة الوطنية التي تجمع المسلمين والمسيحيين، وقال بأن مناسبة الأعياد هي مناسبة لتعزيز هذه اللحمة والوحدة لأن العيد، كما هو الدين، هو انفتاح ومحبة وتلاقٍ للبشر بين بعضهم البعض.
كما عبّر عن إشادته بالجهود الأردنية وجهود الكاريتاس الأردنية بالاهتمام باللاجئين والمهجرين من بلدانهم. وقال بأن عيد الشعانين الذي نحتفل به هذا العام يؤكد على رسالة اللاعنف والمحبة والسلام، ودلالة فيه نرفع أغصان الزيتون وندعو بالعدالة والمحبة لجميع الناس.
أما الأمين العام لوزارة السياحة والآثار، الذي شارك بصفته الشخصية، فقدّم تهنئته للسفير البابوي ولدولة الفاتيكان وللأسرة الأردنية الواحدة بمناسبة الأعياد المجيدة.
وأحيت جوقة ترانيم “مشوار مع يسوع” الحفل بترانيم متعددة بإدارة مؤسسها السيد جوني الأطرش، وشارك في الأداء الفردي والجماعي عدد من شباب وشابات هذا الوطن، مبينين في ترانيمهم أن المحبة هي أساس الأعياد، وأن العيد هو مناسبة روحية قبل أن يكون مناسبة اجتماعية للاحتفالات الظاهرية.
وبعد سلسلة من الترانيم والتأملات انطلق موكب الحضور، يتقدمهم السفير البابوي وأمين عام الوزارة، إلى الوقوف أمام مزار سيدة لورد في ناعور، الذي أنشىء قبل عام تقريباً، وهو يعّد اليوم من أكثر المزارات التي تخص السيدة العذراء زيارة من مختلف أرجاء الوطن. وأبدى الأمين العام لوزارة السياحة إعجابه بالتنظيم والمكان الذي يعطي قدسية، وبالتالي يساعد الحجاج والزائرين على التقرب من لله وكذلك التقرب من القريب الذي هو كل إنسان.
Zenit