الفرق بين التكريم والعبادة :
التكريم هو تقديم الإكرام والإحترام والخضوع لشخص آخر شهادةً واحتراماً بسموه .
أما العبادة فهي خاصة بالله وحده بما أنه الرب السامي ، الكائن بالذات ، والإله الحق ، الإله الخالق وغير متناهي في الكمال والقداسة ، فتعترف الخليقة بعدمها أمام ربّها وإلهها .
والإكرام العادي هو ما يُقدّم للملائكة والقديسين بما أنهم المقرّبون إليه تعالى . فإحترامنا لهم راجع إلى الله .
والإكرام الفائق هو الذي يفوق إكرام الملائكة والقديسين والخاص بمريم العذراء والدة الإله وحدها . بما أنها تفوق الملائكة والقديسين جميعا بالنعمة والكمال والمجد .
فإذا كان الشخص يستحق الإكرام بقدر عظمته ورفعة ومقامه ، فكم تستحق إذاً منا الإكرام من ارتفعت متسامية في كلّ شيء على جميع الخلائق الأرضية والسماوية ، ولم تنل السمو من الخليقة الأرضية ، بل من الله تعالى القوي القدير ، كما قالت العذراء مريم نفسها : ” لإن القدير آتاني فضلاً عظيماً ، قدّوسٌ اسمُه ” ( لوقا ١ : ٤٩ ) .
ولقد أشار القديس اوغسطينوس الشهير بذكاء عقله وتوقد ذهنه إذ قال : ” ليس للعقل أن يدرك كمال العذراء ولا للسان أن يصف سمو مقامها ” .
فإن مريم بإختيارها أُماً لإبن الله قد أشركها الآب الأزلي في أبوته لإبنه الحبيب معها في أمومتها له .
فمنذ الأزل الآب ولد الأبن ، وفي ملء الزمان ولدت مريم يسوع ابن الله ، ” فلمّا تمّ الزمان ، أرسل الله ابنه مولوداً لإمرأةٍ ، مولوداً في حُكم الشريعة ليفتدي الذين هم في حُكم الشريعة ، فنحظى بالتبني ” ( غلاطية ٤ : ٤-٥ ) .