ودعت الصحافة اللبنانية مستشار نقابة المحررين وممثلها في المجلس الأعلى للصحافة اللبنانية الزميل المرحوم وليم ضاهر، في مأتم مهيب أقيم في كنيسة سيدة الحبل بلا دنس في القبيات، شارك فيه النائبان هادي حبيش وإميل رحمة، كارين ضاهر ممثلة النائب السابق مخايل ضاهر، نقيب محرري الصحافة الياس عون ورؤساء بلديات القبيات والبلدات المجاورة ومخاتيرها.
وترأس الصلاة لراحة نفسه المونسنيور نبيل زريبي يحيط به لفيف من الكهنة، وبعد الإنجيل، ألقى عظة تحدث فيها عن “إيمان الفقيد ووطنيته وثقافته وأدبه وتواضعه وطيبته وحبه لوطنه الذي خدمه مدى عقود من الزمن بالقلم والكلمة”.
القصيفي
وبعد الصلاة، ألقى أمين سر نقابة المحررين الزميل جوزف القصيفي كلمة نقابتي الصحافة والمحررين، تحدث فيها عن وليم ضاهر الصحافي والأديب والصديق والنقابي، وقال: “في يوم رحيلك يبكي بعضي على بعضي معي، قبل ان توارى ويوارى قلبي معك دامعا وقد أثخنته الجراح، هل تعود الينا بأشكال شتى مع اغمار السنابل صيفا والاوراق الذابلة المتكومة عند حوافي السواقي خريفا ومطر الشتاء، وبراعم الربيع في بواكيرها؟ او يطيب بك المقام في جوار من سبقك لائذا برحمة الله؟”.
وأضاف:”يا أرزي الجبين، يا النقي كثلج صنين، يا ثابت الموقف والجنان كسنديانات القبيات العتاق، سيفك القلم، وصوتك المن لبنان الهادر ابدا كينابيعه المنبجسة من رحم أرضه المقدسة ما حنيت رأسا إلا لخالقك، وما التاثت كفاك بمال حرام بل كنت رمزا للمحبة والعطاء تغدقهما بسخاء. وقد توارثت عن اجداد كرام وآباء صيد اندفاعا غير مسبوق في حب الوطن والخدمة المجانية تسديها الى طالبيها”.
وتابع: “علما من اعلام المهنة كنت. فما سخرت مواهبك الا في تعزيزها واعلاء شأنها تسنمت قمم العطاء فاستويت فوقها ملكا مؤزرا بالكلمة الانيقة تنسجها مواقف نبيلة كما يخيط النساجون المهرة ابهى الحلل واغلاها”.
وقال: “في “صوت لبنان ” كنت الصوت والصدى تحمل الخير اليقين وكأنك جهينة اللحظة وفي “الجمهورية” و”الحوادث” ومجلة “الأمن”، كنت اليراع الماضي ذا البلاغة المدهشة.
اما في النقابة فكنت الضمير والنصير، والصحافي الملتزم الذي لا يحابي ولا يساوم واحد صماماتها الرئيسة، والدرع الواقية عندما كانت تنثال عليها السهام الحاقدة. لم تملك لسانا فالتا من مدار الحق بل فما من ذهب نذرته للحقيقة التي لم تستطع ان تكرهها يوما بل كرزت بها، كرازة الرسل بكلمة الله المحيي المتدفقة حبا وحنان”.
وأضاف: “فاجأنا رحيلك وابكانا ما كنت تستأهل المرض الذي فتك بك واهداك الوجع وانت الذي أهديتنا الفرح والاخلاص والتضحية.
باسم نقيبي الصحافة والمحررين الاستاذين عوني الكعكي ، والياس عون ، وكنت لهما الصديق الأقرب والرفيق الأحب، نهدي دموعنا واللوعة الى العائلة الثكلى، المصدومة، الرازحة تحت وطأة الفجيعة، والى الزملاء والاصدقاء الذين أحزنهم الغياب، والقبياتيين الذين هزهم المصاب”.
وختم: “وليم لن تبعتد عنا، فأنت على مسافة ابانا من تمتمات شفاهنا، فارقد بسلام في حمى سيدة الغسالة التي استشفعتها، واستغثت بها في الأيام العجاف، وما أقسمت يوما الا باسمها، وحملتها ايقونة دائمة اودعتها العين والقلب. وها انك تعود اليها اليوم راضيا مرضيا.
فاذهب يا رعاك الله، وعانق الارض التي منها خرجت واليها تعود.
يا ترابا فت مسكا في التراب”.
كلمة العائلة
وقبيل أن يوارى جثمان الفقيد في تراب القبيات، ألقت كريمته كارلا كلمة العائلة وتحدثت فيها عن وليم ضاهر “الأب الحنون الذي تفتخر العائلة به وبكل عطاءاته الفكرية والأدبية والصحافية”، وتوجهت إليه: “حيث أنت في جوار ربك أقول لك شكرا على ما كنت عليه، وشكرا على ما علمتنا إياه لأن نحب الله والأرض ولبنان”.
وطنية