أجرت الصحيفة الكاثوليكية الفرنسية “لا كروا” مقابلة مع البابا فرنسيس تم التطرق خلالها إلى سلسلة من المسائل المتعلقة بالكنيسة الكاثوليكية ومجتمع اليوم. أكد البابا أنه تلقى دعوة لزيارة فرنسا من قبل رئيس البلاد فرنسوا هولاند ومجلس الأساقفة المحلي لكن لم يُحدد أي تاريخ لهذه الزيارة المحتملة. وفي سياق حديثه عن الكرازة بالإنجيل لفت البابا إلى أن هذا الأمر لا يتطلب بالضرورة حضور الكهنة لأن كل مؤمن مدعو إلى نشر الرسالة المسيحية بشجاعة يساعده في ذلك الروح القدس.
وفي رد على سؤال بشأن أبرز المشاكل التي تعاني منها اليوم الكاثوليكية في فرنسا والتي طبعتها خلال الأسابيع الماضية فضائح التعديات الجنسية على الأطفال، ندد البابا بهذه الممارسات التي تقضي على حياة الصغار خصوصا أن من يقوم بها هو كاهن دُعي لقيادة الأطفال نحو التعرف على الله، وذكّر بضرورة عدم التسامح إطلاقا مع المسؤولين عن هذه التعديات كما سبق أن أكد البابا الفخري بندكتس السادس عشر. وفيما يتعلق بالفضيحة التي ألمت برئيس أساقفة ليون الكاردينال فيليب باراباران شدد البابا على ضرورة انتظار نتائج التحقيقات.
على صعيد آخر، وفي معرض حديثه عن العلاقة بين الكنيسة الكاثوليكية وأخوية القديس بيوس العاشر لفت البابا إلى أن الفاتيكان يسير بحذر في هذا الاتجاه وقال إن أتباع لوفيفر هم كاثوليك يسيرون نحو الشركة التامة. هذا ولم تخل المقابلة من الحديث عن القضايا المرتبطة بالهجرة والعلاقة مع الإسلام، وأكد البابا في هذا السياق أنه من الأهمية بمكان أن ننظر إلى الأسباب الكامنة وراء الهجرة والتي تدفع بملايين الأشخاص إلى النزوح عن أرضهم. وحث البلدان الأوروبية على العمل على إدماج هؤلاء المهاجرين في المجتمع، معتبرا أن التعايش بين المسيحيين والمسلمين أمر ممكن ولفت إلى أنه لا يوجد اليوم خوف من الإسلام بحد ذاته إنما من تنظيم داعش.
هذا ثم لفت البابا إلى محاولات تصدير نماذج غربية من الديمقراطية إلى بعض البلدان شأن ما حصل مؤخرا في العراق حيث كانت توجد في الماضي حكومة قوية، أو كما حصل في ليبيا حيث بنية المجتمع قبلية واعتبر أنه لا يمكن العمل في هذا الاتجاه دون أن تؤخذ كل هذه العوامل الثقافية في عين الاعتبار.
وفيما يتعلق بمسألة العلمانية وعلاقتها بالحرية الدينية، أكد البابا فرنسيس أن الدولة يجب أن تكون علمانية، لأن “الدول الطائفية” تسير نحو الكارثة. ورأى أن العلمانية المرفقة بقانون يضمن الحرية تقدم إطارا ملائما للعيش متمنيا أن تخطو الدولة خطوة إلى الأمام كي تضمن حق الجميع في الحرية الدينية. وفي ختام حديثه لصحيفة “لا كروا” الفرنسية تطرق البابا إلى آخر سينودسين عُقدا في الفاتيكان ومسألة الجذور المسيحية للقارة الأوروبية مؤكدا أن المسيحية في أوروبا مدعوة إلى خدمة المجتمع ووهب الحياة.
إذاعة الفاتيكان
الوسوم :الصحيفة الكاثوليكية الفرنسية "لا كروا" تجري مقابلة مع البابا فرنسيس