كما سبق وقلنا، حياة الصلاة مرتبطة بشكل وثيق بالحياة الأخلاقية. فهناك أنواع عدة من الإلحاد، منها الإلحاد العملي، الذي هو إلحاد يصيب المؤمن أيضًا ويؤدي إلى نوع من اللامبالاة العملية بحضور الله بالرغم من الإيمان بوجوده. هذا الإلحاد هو يقين فكري بوجود الله ممزوج بتصرف وكأن الله ليس موجود. وبما أن خبرة الله ليست مجرد خبرة فكرية أو عاطفية، بل خبرة وجودة متكاملة، يجب على المؤمن أن يجهد ليكون مسلكه وليس فقط فكرة مؤمنًا.
فالكتاب المقدس يذكرنا بأن فقط من يحب، يعرف الله (راجع 1 يو 4، 8)، وتطويبة يسوع تذكرنا بأن “أنقياء القلوب يرون الله” (راجع مت 5، 8).
هذا وقد لخص الأب ليهودي أبعاد الطهارة المتعلقة بالحياة الروحية في أربعة: طهارة الضمير، طهارة القلب، طهارة الفكر وطهارة الإرادة.
طهارة الضمير هي تصفية الضمير لعيش حس الله والقداسة. هي الالتزام بتحاشي الخطيئة، ليس فقط الخطيئة المميتة، ولكن أيضًا الخطايا العرضية. هي تطهير للنوايا والأفعال.
طهارة القلب هي أن يكون قلبنا طاهرًا عندما نحب الله فقط وبحسب الله.
طهارة الفكر هي تربية فكرنا من الأفكار والمخيلات السلبية غير المناسبة. هي ألا نعيش الغد كهم، رغم اهتمامنا وأن نعنى بما يخصنا بشكل مباشر وألا نسترسل في الفضول.
وأخيرًا، طهارة الإرداة نصل إليها عندما تضحي إرادتنا مطابقة لإرادة الرب، عندما نتوق إلى إرادة الرب أكثر من أي شيء، عندما نرفع إلى الرب لا ثمر شفاهنا فقط بل كل حياتنا.
ويلخص الأب فيتالي ليهودي هذه الأبعاد الأربعة بهذا الشكل: “طهارة الضمير تجذب الله إلينا. طهارة الفكر تساعدنا في التركيز واستجماع ذواتنا، طهارة القلب هي باب التقوى، طهارة الإرادة تجعلنا نقوم بخيارات صائبة”.
زينيت