“عندما دعاه الرب لكي يتبعه، أإلى الجلجلة والموت على الصليب؟ كلا، هذه المرحلة ما قبل الأخيرة المذكورة في الإنجيل وليست الأخيرة. ليتبعني من خلال الصليب نحو القيامة والحياة ونحو سعادة لا تنتهي!” هذا ما أتى على لسان الأب الكبوشي رانييرو كانتالاميسا واعظ الدار الرسولية في العظة الأولى لزمن الصوم اليوم في الفاتيكان بيد أنّ البابا وأعضاء الكوريا الرومانية لم يكونوا بعد قد أنهوا رياضتهم الروحية.
تمحورت العظة الأولى في زمن الصوم حول “فرح الإنجيل يملأ القلب والحياة” من بين سلسلة من العظات التي ستمتد طيلة فترة الصوم كل يوم جمعة وكلها تصب تحت العنوان الآتي: “رئتان وتنفس واحد. الشرق والغرب متحدان لإعلان الإيمان نفسه”. استوحى الأب كانتالاميسا عظته الأولى من الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل للبابا فرنسيس وركّز على “الحداثة” التي يدعو اليها البابا في مقدّمة رسالته وهي تشكّل أساس الإرشاد: “أدعو كل مسيحي في أي مكان ووضع كان الى أن يجدد اليوم بالذات لقاءه الشخصي مع يسوع المسيح أو على الأقل أن يقصد أن يدع المسيح يلقاه، بأن يبحث عنه كل يوم باستمرار. لا داعي بأن يفكر أحد أنّ هذه الدعوة ليست موجّهة إليه”.
وفسّر الأب: “إنّ هذه الدعوة “هي الهدف الأسمى للتبشير وهي لا ترتكز على نقل عقيدة ما إنما على اللقاء مع شخص يسوع المسيح. إنّ هذا اللقاء، وجهًا لوجه يعتمد على أنّ يسوع القائم من بين الأموات هو حي ويرغب أن يسير الى جانب كل مؤمن”. وأضاف: “لمَ الإنجيل هو مصدر فرح؟ هل هذه العبارة هي مجرد شعار ما أم أنها ترتبط بالحقيقة؟ مشيرًا الى أنّ العديد من الناس لا يذكرون سوى هذه الجملة التي قالها يسوع في الإنجيل: “من أراد أن يتبعني فليحمل صليبه ويتبعني” (مت 16: 24) ويعتقدون أنّ الإنجيل هو رمز الألم ونكران الذات وينسون أنه يدعو الى الفرح”.
ثمّ تابع الأب كانتالاميسا ليقول بإنّ كل من أراد أن يصبح مسيحيًا في العصور الأولى من المسيحية كان يعيش المعمودية بكل جذورها والحياة المسيحية كانت ثمرة هذا القرار الشخصي أما اليوم فإنّ على التبشير بالإنجيل أن يخلق لعالم اليوم بطريقة ملموسة فرص تسمح لهم أن يتخذوا هذا القرار الشخصي الحر والناضج على مثال المسيحيين الأولين الذين كانوا يأخذون هذا القرار من خلال سر المعمودية الذي كان يجعل منهم مسيحيين حقيقيين وليس مسيحيين بالهوية!”
***
آن كوريان
نقلته الى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية