الاتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة- لبنان اوسيب – لبنان
“كَمْ يطيب لنا رفع الصَّليب المقدَّس وإنارته فوق القبَّة الجديدة لهذه الكاتدرائيَّة الحبيبة. وقمنا بذلك بعد قرن ونيِّف من الزَّمن في مناسبة ترميم الكنيسة ونزع آثار الحرب الَّتي أصابتها على خطوط التَّماس. ورغبنا في أن تتعانق رموزنا الدينية في بيروت كما في كل لبنان. فارتفع صليب جديد في سماء المدينة على مقربة من المنائر الجميلة الأربع وبشكل متناسق معها”.
هذا ما قاله رئيس أساقفة بيروت للموارنة المطران بولس مطر مساء السبت خلال تدشين القبة الجديدة لكاتدرائية القديس جرجس في وسط بيروت، وهي الاعلى في الشرق الاوسط (72 متراً)، تزن نحو طنين ويعلوها صليب شاهق طوله ثمانية أمتار وعرضه أربعة، ونفذ من معدن الـستنلس ستيل، ومضاء بـ655 لمبة.
يبلغ عمر الكاتدرائية نحو 125 عاماً، فقد تَمّ تشييدها بين عامي 1884 و1894 وفق تصميم المهندس الإيطالي جوزيبّي مادجيوريه، لتكون نسخةً مطابقة لبازيليك ماريا ماجوري البابوية في روما (مع فارق في الحجم)، لا سيما في واجهتها وتنفيذها الهندسي. وعلى رغم أنها تعرضت للقصف والدمار والسرقة والتشويه، إلا أن المطران مطر أعاد عام 1997 ترميمها مراعياً طراز النهضة، فاستعادت هندستها الأساسية بشكل صليب، وكرّسها البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير في 24 نيسان 2000.
وكان انطلاق العمل ببناء القبة اثار بعض الاسئلة عن الهدف منها، وما اذا كانت رداً على المآذن الاربع لمسجد محمد الامين المجاور، بعدما كان الرئيس الراحل رفيق الحريري اعلم مطران بيروت لدى مباشرته بناء المسجد بان زواياه لن ترتفع عن زوايا الكاتدرائية وانهما سيكونان منسجمين بالشكل. وهذا ما حصل فعلا عند اتمام البناء، اذ ان زوايا المسجد والكنيسة على ارتفاع متساو. لكن المآذن الاربع للمسجد ارتفعت كثيرا وغطت على الكاتدرائية التاريخية. ولدى الاعلان عن بدء بناء القبة، طرحت اسئلة حولها، ليأتي الجواب من مطرانية بيروت انها كانت ضمن خطة منذ ما قبل الحرب اللبنانية، لكن الاحداث ارجأت المشروع، وان الوقت بات مناسبا بعد الانتهاء من اعمال الترميم واعادة التدشين. ووعد المطران مطر الحريري الاب بألا ترتفع القبة عن المئذنة. وهكذا تجاور الصليب بالهلال في قلب مدينة عرفت عبر تاريخها الطويل تفاعل الثقافات والاديان.
النهار
