بدأ اليوم زمن الصوم المبارك لدى الطوائف المسيحية التابعة للتقويمين الشرقي والغربي. ويأتي هذا الزمن متحداً بثلاثية الصلاة والتضحية والعطاء. فالمسيحي لا يصوم فقط عن الأكل،
بل يترافق صومه مع تقديمه لبعض التضحيات لله، للتعويض عن خطاياه وخطايا العالم. ومن هنا، تتنوع أشكال عيش الصوم بشكل خاص، إلى جانب الشكل العام المفروض من قبل الكنيسة، أي الإنقطاع عن الطعام من الثانية عشرة ليلاً حتى الظهر. وفي مبادرة فريدة من نوعها، قررت مدرسة عجلتون الدولية هذا العام أن تحمل بداية الصوم لفتة خاصة تعتبر جديدة مع التقدّم التكنولوجي والّذي بات يشدّ غالبية الناس من الكبار والصغار. وفي هذا السياق، يشرح مدير المدرسة الأب أندريه داغر لـ”النشرة” ذلك قائلاً: “قرّرنا أن نطبق مفهوم الصوم عبر دفع التلاميذ للتوقف عن إستعمال الانترنت في هذا اليوم، لأننا رأينا كم أنه بات يأخذ من وقتهم ويستهويهم وبالتالي لا ضرر من الابتعاد عنه لساعات”. صحيح أن الإنترنت بات وسيلة التواصل الأبرز في عصرنا هذا لكنه وفي نفس الوقت بات يشكّل حاجزاً للتواصل المباشر بين البشر. هذا ما يلفت اليه الاب داغر، معتبراً أن “شاشة الكومبيوتر التي يجلس خلفها الأولاد باتت تأسرهم الى حدّ أنهم باتوا يمضون ساعات وساعات خلفها، ما أوصل الأمر الى الإدمان”. ويتابع: “مفهومنا للصوم هو اللقاء مع الله ومع الآخر والصوم عن “الشاشة”، لأنه لا يجب أن يعيش الإنسان حالة عبودية مع أي شيء خصوصاً الإنترنت الذي قد يصبح آفة إذا ما استمر الأمر على ما هو عليه، وبذلك يكون هذا التوقف بمثابة وقفة ضمير يقوم بها كل فرد حتى لا يعيش الانسان حالة إدمان”. هذه المسألة شغلت باستمرار بال الاب داغر الذي يؤكد السعي باستمرار الى تطبيق “أمن الانترنت” على الأولاد، حتى لا يغوصوا في أمور تضرّهم، كما يقول. كثيرة هي الأمور التي يستطيع المرء أن يصوم عنها، ويبقى الأفضل أن يختار ما يساعد على التقرب من الله ومن الآخر، وعلى جعل الحياة أكثر عذوبة للآخرين.
تقرير باسكال أبو نادر / النشرة