ما لا تعرفينه أنّ التوتر أو الإجهاد يقف خلف العديد من الأمراض مثل أمراض القلب، ارتفاع ضغط الدم، كما أنّه يُضعف جهاز المناعة. لكن الإجهاد ليس المسبب الرئيسي للأمراض فحسب بل لمشاكل البشرة أيضاً. فإذا كنتِ تعانين من التوتر والضغوطات النفسية، قد ينعكس ذلك على صحتكِ وبشرتكِ أيضاً فيشوهّ جمالكِ، من دون أن تدركي ذلك.
لذلك، تطرّقنا هذا الأسبوع إلى موضوع تأثير الإجهاد والتوتر على البشرة مع طبيب الأمراض الجلدية والتجميل، دكتور كوستي، الذي شرح لـ»الجمهورية» ما هي العوارض وكيف يمكن علاجها.
تأثير مستوى الكورتيزول على البشرة
لا شكّ أن عدداً كبيراً من الناس يعاني من التوتر والضغوطات النفسية. لكن، أكّد دكتور كوستي انّه ليس من الضروري أن تظهر مشاكل البشرة من مجرّد التعرّض للتوتر. بل تظهر الأمراض الجلدية عندما يكون الشخص معرّضاً للإصابة بها أكثر من غيره. يقول د. كوستي: «عند التعرّض للإجهاد أو المرور بفترة توتر، يتعرّض الجسم لاختلال في مستوى هرمون الكورتيزول، أو زيادة نسبة الكورتيزول، مما يؤدي إلى التسبّب بمشاكل البشرة، مثل زيادة إفراز الزيوت في البشرة».
وأضاف: «وفي حال، كانت البشرة مُعرّضة أكثر لحب الشباب، فيؤدي ذلك إلى ظهور الرؤوس السود والبيض لأنّ الغدد المسؤولة عن إفرازات الزيوت في الجلد غالباً ما تكون حسّاسة على الكورتيزول، وبالتالي، تتحوّل هذه الرؤوس السود إلى حب للشباب».
الأمراض الجلدية
أشار دكتور كوستي إلى أنّ هذه الإفرازات الزائدة من الزيوت في البشرة قد تؤدي إلى تزايد الفطريات الجيدة. هذا الأمر يجعل البشرة حساسة على الفطريات وبالتالي، تصبح البشرة معرّضة لالتهاب الجلد الدهني الذي يُعرف بالـSeborrheic Dermatitis. وهي حالة تؤدي إلى ظهور قشرة حول الأنف والحواجب وعلى فروة الرأس.
أمّا الأشخاص المعرّضون للإصابة بالصدفية بسبب عامل وراثي، فمع التوتر والضغوطات النفسية، تظهر لديهم عوارض الصدفية على بشرتهم وتُشكل قشوراً فضية سميكة جافّة وحمراء وطبقات تثير الحكة، تسبب الألم أحياناً.
إرهاق البشرة
لا شكّ أن التوتر يُرهق البشرة ويُفقدها توهّجها، وفي هذا الصدد، قال د. كوستي: «مع ارتفاع نسبة الكورتيزول في الجسم، قد تصبح البشرة أرقّ مما كانت عليه، وتبدو مُتعبة وتفقد نضارتها». وشدّد أيضاً على أنّ الإجهاد ليس المسبب الرئيسي لظهور الأمراض الجلدية بحدّ ذاته، بل يساهم في ظهورها أو تفاقمها، في حال كان الشخص معرّضاً لها. أمّا العلاج فيختلف بحسب كل حالة.
الشعر
كذلك، أشار د. كوستي إلى أنّ التوتر يؤثر على الشعر بشكل سلبي، وشرح قائلاً: «عند التعرّض للكثير من الضغوطات النفسية، قد يصاب الشخص بتساقط الشعر الكربي أي Telogen Effluvium». وهو حالة تتوقف فيها البصيلة عن إنبات الشعر حتى تستطيع الاستشفاء وتجديد خلاياها ومعاودة النمو مرة أخرى.
الجمهورية