ترأس كاثوليكوس الأرمن الأرثوذكس لبيت كيليكيا آرام الأول، الاربعاء، قداس الميلاد لدى الطائفة الارمنية الارثوذكسية، في كاتدرائية مار غريغوريوس المنور في أنطلياس.
وشدد في عظته على أولوية التجدد، ثم تناول الشأن العام قال: “يسيطر الشر اليوم بأوجه وأشكال مختلفة، في مكان ما هو الفساد في المجتمع وفي مكان آخر هو غياب القيم الروحية والأخلاقية وضياعها، وفي مكان آخر هو الإرهاب. واليوم، ويا للأسف، أصبح الإنسان عدو الإنسان مستغلاً إسم الرب ليقتل أخاه باسم الرب. يفترض أن يكون الدين وسيلة العلاقة بين الإنسان والرب. فلا يجوز القيام بأعمال إرهابية باسم الرب”. وأضاف: “إن ولادة إبن الله رسالة للانسانية جمعاء بأن سبيل الله هو سبيل المحبة والتفاهم المتبادل والتعايش السلمي”.
وتحدث عن الأوضاع الراهنة في الشرق الأوسط، فاعتبر أن “الشرق الأوسط يعيش في مرحلة مصيرية من تاريخه”. وقال: “نرفض كل أشكال العنف، ظاهراً كان أم مخفياً، ونرفض استغلال الدين من أي كان، وكل الأعمال اللاإنسانية تجاه الأقليات والطوائف المسيحية.
منذ زمن بعيد كان الشرق الأوسط ملتقى الأمم والأديان والثقافات والحضارات. وعلى رغم الاختلافات عاش الجميع معا بسلام محافظين على قيمهم الروحية والأخلاقية والثقافية، وإن أي طعن للتعددية القائمة يهدد مستقبل المنطقة.
لقد عاش الشعب الأرمني في الشرق الأوسط المتميز بالتعددية منذ القرن العاشر للميلاد مع بدء المملكة الأرمنية في كيليكيا، وحافظ على هويته الدينية والثقافية. ولا يحق اليوم لبعض الجماعات المتطرفة أن تزعزع التعايش السلمي للأديان والثقافات والأمم المتجذرة في تاريخ المنطقة.
حيال هذا الواقع علينا واجبات جماعية، لا سيما على رؤساء الطوائف الإسلامية والمسؤولين السياسيين أن يستنكروا بمواقف جدية هذه الظاهرة المدمرة، التي قد تنتج منها مواقف وخيمة في الشرق الأوسط”.
ثم تناول الأوضاع الداخلية في لبنان، فدعا إلى “إبعاد لبنان عن صراعات المنطقة ومشاكلها”، مشددا على “أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت”. وقال :”لا نستطيع أن نتخيل أن يبقى البلد بدون رئيس. وللأسف كل ما هو غير طبيعي يعتبر في لبنان طبيعياً”.
تهنئة سلام
وبعد القداس زار كاثوليكوسية الأرمن الأرثوذكس رئيس الحكومة تمام سلام مهنئاً الكاثوليكوس والمطارنة والطائفة بالعيد.
النهار