من المتوقع أن يصدر منشور بابوي حول العلاقة بين الإنسان والطبيعة في منتصف هذا العام كما وعد البابا في مناسبات سابقة داعيًا فيها الى احترام أمنا الطبيعة واصفًا تشويهها بالخطيئة البشعة. أين نحن من احترام الطبيعة وتطبيق وصيته في هذا العصر الذي لم يعد يعي حدوده ويشوّه الطبيعة من دون رقيب أو حسيب!
شدد البابا في مناسبات عديدة عن أهمية حماية الطبيعة فأتى في احتفال إيطاليا بيوم حماية الخليقة الذي اطلقه مجلس الاساقفة المحليّ في صيف 2014، وفيه دعا البابا فرنسيس المؤسّسات والجمعيّات والمواطنين إلى الالتزام باحترام البيئة والطبيعة من خلال الحفاظ عليها، مشدّدا على اهميّة اكتساب المعلومات الدقيقة المتعلّقة بالموضوع بهدف انقاذ الطبيعة التي تؤثّر على البلدان والمدن.
وأما في كالابريا فقد استنكر بشدة الإعمال غير القانونية في أثناء زيارته الراعوية في شهر تموز الماضي من حيث رمي النفايات السامة أو إحراقها في الهواء الطلق من قبل المافيا حاثًا على وقف هذه الفوضى والحرص على حماية حياة وصحة السكان بما في ذلك الحفاظ على البيئة والطبيعة طالبًا من السكان أن يهتموا بشكل خاص بأرضهم الجميلة وحمايتها من الشوائب.
لم يستثنِ أي بابا التحدث عن مسألة البيئة واحترام أمنا الطبيعة من البابا يوحنا بولس الثاني وبندكتس السادس عشر واليوم مع البابا فرنسيس الذي لم يوفّر هذا الأخير مناسبة إلاّ وتحدث فيها عن أهمية احترام الطبيعة منذ توليه السدة البطرسية.
وقد أتى في الرسالة السابعة والأربعين لمناسبة اليوم العالمي للسلام: “لقد أعطى الله البشرية هبة مشتركة مجانية، هي الطبيعة، فيجب الحفاظ عليها، واستخدام مواردها بحكمة لصالح الجميع، واحترام النظام البيئي. لكن أمام الإستمرار المخزي للجوع في العالم، يطرح السؤال التالي: بأي طريقة نستخدم موارد الأرض؟ من المعروف أن الإنتاج الزراعي العالمي كاف، وعلى الرغم من ذلك هناك ملايين الأشخاص يموتون من الجوع، وهذا يشكل فضيحة أخلاقية حقيقية. فعلى المسؤولين في الدول والمؤسسات الدولية أن يجدوا السبل الكفيلة بجعل الجميع يحصلون على حصتهم العادلة من هذا الإنتاج، استجابة لمتطلبات العدالة والمساواة والإحترام تجاه كل كائن بشري.”
زينيت