الغطاس اللفظة عامية هي في اليونانية الظهور الإلهي وتدل على الحادثة الإنجيلية التي كشف الله فيها عن نفسه عند معمودية المسيح في نهر الأردن. كشف ذاته أبَاً بقوله “أنت ابني الحبيب الذي به سررت” وكشف نفسه ابناً في اصطباغ المسيح في ماء وروحًا قدسًا بهيئة حمامة هذا هو النص الإنجيلي. ولكن ما وراء الكلمات وفي عمقها أن الله في العهد الجديد كشف نفسه بمناسبة معمودية الإبن أي في الكلام عن موت الإبن وكأنه يريد أن عشق الله يبدو لك أولاً بإبنه بموت المسيح وانبعاثه من موت. صبغة المسيح هي صبغته بدمه المهراق. هذا كلامه للبشرية. أي أنت تعرفه بحبه لك وترى أنك تتكون لهذا الحب.
كل ما أراده الإنجيل في نص معمودية المخلص أولاً أن فيه موت ذاته وقيامة ثانياً فينا. اماتة وإنبعاث. وهذه هي المسيحية كلها. قيامته في الإنسانية بمعنى أنها امتداده اليوم في كل مكان، ولولانا لما كان له ظهور. نحن نطقه وقلبه.
لماذا أراد أن يكشف بدءاً موته وقيامته بهذا الرمز، الكتاب لا يقول السبب ولكننا نحن تعلمنا اننا بالمعمودية ننال قيامته فينا أي أولا تحررنا من الخطيئة ودخولنا البر، المحزن اننا كثيراً ما اكتفينا بقبول المعمودية ولم نهتم كثيرًا بانطباعه فينا بالعمل الصالح. بقيت طقسًا عند الكثيرين ولم تصر فعل تجدد في إعراضنا عنها وعن تطبيقها بقيت حفلة استحمام للطفل بعد مولده ولم تصر بعث كيان.
نحن نحصي المعمدين، الرب وحده يعرف الذين هم له. هل ينتهي بمعموديتنا ظهور الله أم نجدده بالعمل الصالح؟
ما من شك ان ظهور الرب فينا لا يكتمل الا بالعمل الصالح عندما نؤكد أن الإنسان يخلص بالإيمان لا نريد فقط هذا الإيمان. الذي في داخل الكيان البشري ولكن ذلك الممتد بالعمل الصالح. المسيحية ليست تحركًا عقليًا فقط. انها محبتنا لله وهذه هي بالطاعة.
الله إن لم يظهر بك أي بكلامك وسلوكك يبقى في السماء. مسؤوليتنا نحن أن ننقله إلى أسفل الأرض. لا يعرف بكلامه إلا إذا سمعه البشر وأرادوه. الحقيقة أن الإيمان هو كشف الله لنفسه وقبولنا إياه.
الله ظهر في ذاته. يريد منك أن تظهر بالعمل الصالح.
النهار