عقدت الجلسة الحادية عشرة للجمعية العامة الاستثنائية الثالثة لسينودس الأساقفة بحضور البابا فرنسيس، وبعد صلاة الفرض الإلهي، تلا الكاردينال بيتر أردو، المتحدث الرسمي باسم السينودس “تقرير ما بعد المناقشات” والذي تضمن مواضيع هامة جدًا. وكنا قد بدأنا يوم أمس بتزويدكم بأهم مكنونات هذه الوثيقة واليوم سنتحدث عن القسم الثاني من المداخلة التي تشير إلى رعاية الجروح التي تتعرض لها العائلة من إنفصال وطلاق.
في الواقع، لقد حذّر آباء السينودس من الحاجة الملحّة إلى القيام ببرامج رعوية جديدة والتي تبدأ من الواقع الذي تعيش فيه العائلة مسلطين الضوء على ضرورة أن يكون المتزوجين ناضجين في الحياة المسيحية وأن تصحب المسيرة التي يقومان بها الاحترام والمحبة تمامًا كما صار مع تلميذي عماوس على الطريق برفقة يسوع.
كذلك، يجب احترام كل من يعانون من الانفصال والطلاق إذ عملية الصفح ليست بالعملية السهلة بل هي مسيرة من النعم ومن هنا تأتي كلمات البابا فرنسيس التي تدعو إلى تنشئة الجميع من كهنة ورهبان وراهبات وعلمانيين على هذا “الفن من المرافقة” الذي يعلمنا أن ننزع صنادلنا قبل أن نلمس أرض الآخر المقدسة مع ضرورة أن تكون وتيرة هذه المرافقة ثابتة ومطمئنة مما يعكس التقارب ويشجع النمو في الحياة المسيحية.
هذا التمييز هو أمر لا غنى عنه للمنفصلين والمطلّقين. إنّ ما يجب إحترامه قبل كل شيء هو معاناة أولئك الذين تحملوا الانفصال والطلاق ظلمًا. إنّ العديد من الآباء شددوا على ضرورة جعل حالات البطلان أكثر سهولة ومرونة وأما في ما يتعلّق بالدعاوى الزوجية فإنه ينبغي تسريع متابعة هذه الإجراءات وإعداد عدد كافٍ من العاملين ورجال الدين والعلمانيين وتكريس أنفسهم لذلك.
وأما الأشخاص المطلقون الذين لم يتزوجوا مرة أخرى فإنهم مدعوون لإيجاد الغذاء في سر القربان الذي يرافقهم ويشددهم لذا على الجماعة المحلية والكهنة أن يرافقوا هؤلاء الأشخاص بالأخص عندما يتواجد الأطفال أو عندما يجدون أنفسهم بحالات خطيرة من الفقر. أما في ما يختص بالمطلّقين الذين تزوّجوا من جديد فإنّ ذلك يتطلّب تمييزًا دقيقًا ومرافقة يتخللها الاحترام الكبير متجنبين أي لغة أو تصرف يشعرهم بأنهم منفيون وبأنّ الجماعة المسيحية التي تبحث عنهم تعبّر عن محبتها واهتمامها بهم.
هذا ونظر القسم الثاني من مداخلة أردو إلى إمكانية “التواصل الروحي” الذي اقترحه عدد قليل من آباء السينودس بعد أن بيّنت نتيجة دراسة لاهوتية كبيرة الروابط بين سر الزواج وسر الإفخارستيا لذا البعد الأخلاقي لهذه المسألة يتطلب اهتمامًا أكبر وإصغاءً وتنوير عقول المتزوجين.