العائلة إسم يختصر الوجود البشري فلطالما كان البشر مرتبطون بعضهم ببعض، بروابط أسريّة تجمعهم. المحبّة هي خبزهم اليومي في تقسيم هموم هذه الحياة. يعرّفها علم الإجتماع على “أنّها هي الخلية الأساسية في المجتمع وأهم جماعاته الأولية، تتكون الأسرة من أفراد تربط بينهم صلة القرابة والرحم، وتساهم الأسرة في النشاط الاجتماعي في كل جوانبه المادية والروحية والعقائدية والاقتصادية”.سينودوس العائلة،
عقد للأساقفة الكاثوليك حول نواة المجتمع الأساسية ألا وهي العائلة. لطالما كان همّ الكنيسة هو خير الإنسان وإهتمامها خصوصاً بالعائلات لعلمها المسبق بمدى مركزيتها الإنسانية والمستقبلية والكنيسة نأنشا صص تتي
أنشأت مركزًأ خاصًّا حول العائلة وهو يحمل إسمه البابا يوحنا بولس الثاني. إنطلاقاً من ذلك كانت وما زالت الكنيسة الرائدة الأولى في الدفاع عن حقوق العائلة الطبيعية.
يتهم الكثير من المفكرين والعلماء الغربيين وبعض الشرقيين الكنيسة بأنها رجعية لأنها لا توافق البتّة على تشريع زواج المثليين، وتبنيهم لأطفال. ونرى في ذلك أكبر إجحاف وافتراء تشهده الكنيسة لأنها هي المدافع الأول عن الحياة وكرامة العيش المريح. بينما تنشغل الحكومات والدول في أمور لا طعم لها وتنسى الحق الأسمى للناس ألا وهو حقوقها. يشرّع القانون المادّي بأن للعائلة الحق في الحياة المريحة أي أن لا تواجه صعوبات مادّية وحق الأمان أي أن لا يوجد أي شيء يهدد سلامتها وغيرها… وما شهدناه مؤخرًّا من تشريع للزواج المثلي في بعض المجتمعات يعدُّ ضربا لقلب وصميم العائلة الصحيحة، والردّ الوحيد عليه، يكون بالتمسك جيدًا بتعاليم الكنيسة المقدسة وتقديم الشهادة الحقّة، من مثال يحتذى به.
العائلة هي الحضن الآمن للرئيس والوزير والطبيب والكاهن …؛ وهي السفر الأمين للكائن البشري؛ والكنيسة خصّت العائلة بمهمة خاصة مساندة للكاهن الا وهي التبشر الجديد ضمن العائلة وقدمتها الكنيسة ضمن طريق الموعوظين الجديد بحيث تذهب عائلات بمحض ارادتها للتبشير الجديد وآخر لقاء كان في شباط 2014 حيث ارسل اكثر من 200 عائلة دفعة واحدة بمباركة البابا فرنسيس…
العائلة هي في شركة وشهادة دائمة نحو المسيح أولا والوجود البشري ثانيا؛ تواجه الكثير من التحديات والمشاكل في عالم مبني على الراسمالية وسياسة إقصاء الآخر من أجل مصالح الفرد الشحصية لذلك تقف الكنيسة بمواجهة كل تلك التحديات ورهانها الأول والأخير على صمام أمان المجتمع ألا وهو العائلة ولتكن عائلة الناصرة أفضل مثال لنا… نصليّ للعائلة المقدّسة بأن تحمي عائلاتنا من كراهية العولمة الظالمة التي تبعد كل ما هو قيّم في الحياة البشرية من أجل مصالحها المالية.
سليمان فرنجية / زينيت