“كان المسيحيون الناطقون بالسريانية هم الذين أنجبوا فرعًا من المسيحية لا يقل أهمية عن مكونها اليوناني أو اللاتيني. نحن لا نعرفها جيدًا في الغرب لأنها تطورت شرقًا، من الشرق الأدنى إلى شرق آسيا (الهند والصين). كانت على اتصال وثيق باليهودية والأديان التقليدية والمانوية والزرادشتية، ثم الإسلام.” أمّا في سالف الاحقاب فإنها كانت اللغة اليوميّة لسائر أبناء الجزيرة وسوريا وفلسطين وبعض آسيا الصغرى وبلاد فارس ومصر . وهي اللغة التي نطق بها السيد المسيح واليهود في سوريا ومصر، ومن المقرَّر أنَّ الآراميَّة كانت لغة العامّة في عهد المملكة الآشوريَّة، وكانت الآشوريَّة اللغة الرسميّة. ويظهر من وصف كتبة العهد القديم لغزوة سنحاريب في بلاد يهوذا أنَّ الموظَّفين الآشوريين كان يُنتظر منهم أن يجيدوا الكلام بالآراميَّة.
عمل منقطع النظير في العالم
هناك كتب عن مسيحيي الشرق بشكل عام (وخاصة في التاريخ المعاصر: مذابح، تهجير السكان، إلخ)، عن الليتورجيا وطقوس الكنائس الشرقية، عن الحضارات القديمة في الشرق الأدنى ( الآشوريون، البونيون، السلوقيون …) لكن لا يوجد كتاب مثل هذا الذي يقدم:
– العالم السرياني بجميع جوانبه: تاريخ، لغة، دين، أدب، فنون، عمارة.
– عبر العصور: من جذوره في بلاد ما بين النهرين في الألفية الأولى قبل الميلاد حتى اليوم.
– في جميع امتداده الجغرافي: من موطنه في إديسا (أورفة، في تركيا الحالية، واسمها في اللغة الآرامية السريانية أورهاي) إلى تخوم توسعه الشرقي في الصين والهند (كيرالا).
أفضل المتخصصين
وقّع هذا الكتاب الجميل فرانسواز بريكِل شاتوني ومورييل دوبييه، مديرتا مجموعة مكتبة الشرق المسيحي الحديثة.
فرانسواز بريكل شاتوني، هي خريجة دار المعلمين العليا، حائزة على دكتورا في التاريخ، مديرة الأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي حيث ترأس قسم “العوالم الساميّة” ونائبة مدير وحدة الشرق والمتوسط. تمتد حقول أبحاثها من تاريخ المشرق في الألف الأول قبل الميلاد إلى النقوش الساميّة، وبخاصة السريانية، مرورا بالكتاب المقدس والمخطوطات السريانية وثقافة ونصوص المسيحيين في الشرق الأدنى. حازت 2016 على جائزة Irène Joliot-Curie، في فئة عالِمة العام.
مورييل دوبييه هي خريجة دار المعلمين العليا، مديرة الدراسات في المعهد التطبيقي للدراسات العليا، حيث تشغل كرسي “الطوائف المسيحية الشرقية” (الذي يشتمل على تنوع الأشكال اللغوية والثقافية واللاهوتية والكنسية). تهتم بكتابة التاريخ وبناء الذاكرة في العصور القديمة المتأخرة، ونقل النصوص من المخطوطات، وتعدد اللغات في الشرق الأوسط ، والتاريخ الثقافي والديني للمجتمعات. “غير الامبراطورية” (أي غير التسلطية).
مؤلَّف أنيق
يحتوي هذا الكتاب الملون، المكون من 272 صفحة، بقطعه الطري والمريح، مقاس 15 × 21.5 سم. على:
11 خريطة مرسومة خصيصاً لإبراز الوقائع الجغرافية للعالم السرياني.
140 رسمًا توضيحيًا ملونًا لم يسبق استنساخها ما عدا في بعض المنشورات الخصوصية: منمنمات، مخطوطات، صور أديرة وكنائس، فسيفساء، تماثيل، نقود، نصب تذكارية، إلخ.
80 مقتطفًا من نصوص أُعيد نسخها في كراريس إضافية: أخبارعن التاريخ السرياني، قصائد وتراتيل لمؤلفين سريان، رسائل، حياة القديسين، أنظمة وقوانين مدرسية، وخطب البطاركة، كتابات الرحالة …
تسلسل الأحداث التاريخية (عدد واحد)، فهرس كتب ورسوم بيانية مختلفة تعرض تتابع اللغات والكنائس في العالم السرياني.
صدر الكتاب عن منشورات Editions Les Belles Lettres : le blog
د.ايلي مخول