ترأس النائب البطريركي العام على منطقة الجبة المطران مارون العمار، قداسا على نية المطران الراحل فرنسيس البيسري، في كاتدرائية مار يوحنا المعمدان زغرتا، وعاونه الخوري اسطفان فرنجية والخوري حنا عبود، في حضور أهل وأقارب البيسري، ممثلي هيئات وفاعليات دينية وتربوية واجتماعية، وحشد من أبناء زغرتا الزاوية، وخدمت القداس جوقة رعية اهدن- زغرتا.
بعد الانجيل المقدس، كانت عظة للمطران العمار استهلها بالقول: “وفاء لمثلث الرحمة المطران فرنسيس البيسري، أحب كهنة وأبناء الرعية أن نصلي على نيته بحضور البعض من أهل سيدنا، لأنه كان حاضرا طيلة حياته بطريقة أو بأخرى دائما في هذه الرعية”.
أضاف “ففي بداية حياته الكهنوتية، خدم مدة طويلة بهذه الرعية، ومن ثم عين كاهنا في رعية البترون حيث بقي هناك مدة 27 سنة، وبكل الظروف الصعبة التي مر فيها الوطن كان سيدنا فرنسيس حاضرا بمحبته، وحاضرا عندما يطلب منه اي شيء وحاضرا بين الكهنة”.
وتابع “وعندما انتخبه سينودس المارونية أسقفا نائبا بطريركيا على منطقة الجبة، بقي لمدة 21 سنة تقريبا، من هذه الرعية، ومن كهنتها وأبنائها، وحاضر بينهم، ولم يكن ليتوانى عن تقديم أي خدمة بالواجب الاسقفي، أو واجب الصداقة والاخوة مع الكهنة، ومع الناس في هذه الرعية. ووفاء لحضوره المميز، كان هذا القداس لكي يعطينا الرب كهنة واساقفة حاضرين حضورا محببا، كما كان المطران فرنسيس البيسري رحمه الله في كافة الاماكن، التي خدم فيها، وآمن بأن الله هو الاول والاخير في حياة المؤمنين، ونحن اليوم، نذكره بهذا القداس لكي يعطينا الله رعاة حضورهم محبب ومسالم بين أبناء رعيته”.
ثم تحدث عن “أحد الاعمى، وحاجة الانسان لاخيه الانسان، والى الاله الرب من يعطي الحياة والنور للعالم”، مشيرا الى أن “انقسام الناس أمام حاجة هذا الانسان الاعمى الى رحمة الرب، وطلبوا منه السكوت لانه خاطىء. لكن موقف سيدنا يسوع المسيح كان مغايرا، فنعم ربنا تكفي الجميع في اي وقت كان، وفي أي مكان كان. ونعمة ربنا تلبي كل حاجة عندنا ان كنا كهنة، أو ذوي حاجة أو أقرباء من يسوع المسيح، فنعمته تكفي الكل”.
وقال: “ان ربنا أعطى النور لهذا الانسان الأعمى، الذي كان شحاذا لم يعد بحاجة الى شيء، لان نور ربنا غمره، فتبع سيدنا يسوع المسيح نحو اورشليم. ان نعمة ربنا تكفي الكل”.
وختم قائلا: “اليوم نحن في مسيرتنا نحو العيد الكبير، بعد اسبوعين، وهذ المرحلة هي مرحلة النور الذي يكفي الجميع. وهي مرحلة ايمانية اساسية في حياتنا، لنصل الى القيامة، والى العيد الكبير، فكم نحن بحاجة لتنقية ايماننا واقوالنا وافعالنا. وبحسب سيدنا يسوع المسيح، الذي يلبي كل حاجة. فيسوع المسيح هو الذي انتصر على الموت والخطيئة، لانه هو الاب السماوي والروح القدس. وعلى أمل ان يزداد ايماننا ويتنقى لنعيد مع المعيدين بقيامة الرب بعد أسبوعين”.
وطنية