ترأس المطران مارون العمار، لمناسبة عيد القديسين بطرس وبولس، وعلى نية تطويب البطريرك اسطفان الدويهي وتقديسه، قداسا في كنيسة مار بطرس وبولس في حضور الأب بولس قزي طالب دعوى البطريرك الدويهي والخوري اسطفان فرنجية، وحشد من المؤمنين والأب يوسف طنوس وخدمه جوقة رعية اهدن زغرتا.
العمار
بعد الانجيل المقدس، ألقى المطران العمار عظة جاء فيها: “نحتفل اليوم بعيد مار بولس شفيع الكنيسة وشفيع الكثيرين منا، ونتمنى أعيادا مباركة للاكليروس في اهدن زغرتا الذين يحملون هذا الاسم ويتشفعون بهذا الاسم بالرسولين بولس وبطرس، ونتمنى لكل من يحمل هذين الاسمين أن يكون ايمان هذين الرسولين ثابت في قلبه وحياته وهذه أحلى الامنية نتمناها لحاملي هذين الاسمين ولهذه الكنيسة بكل تاريخيتها حضارتها والمصلين فيها”.
وتابع: “نحن اليوم في مؤسسة البطريرك اسطفان الدويهي نصلي من أجل تطويبه، ومن ثم تقديسه، وهذا لا يعني أن قضيته كانت منسية أو سننساها بعد هذا القداس. ولكن لنتذكر أننا أبناء اهدن زغرتا وأبناء الطائفة لدينا ثقة كبيرة وثابتة بأن البطريرك الدويهي هو قديس. ونحن نصلي لنتذكر ذلك. وعلينا أيضا أن نتذكر ذلك بحياتنا وصلواتنا وأن نطلب شفاعته لدى الرب. وبقدر ما نفعل ذلك بثقة كبيرة بالرب بقدر ما يستجيب الرب الى طلباتنا والى صلاتنا، ويعلن ليس لنا فقط وانما لكل العالم أن البطريرك اسطفان الدويهي هو قديس”.
اضاف: “كما علينا أن لا ننسى ذلك وعلينا السير على هذا الخط الآن وفي كل المناسبات في حياتنا من خلال الصلاة. وبشفاعة مار بطرس وبولس اللذين كان من بينهما بطرس رأس الكنيسة وكانوا شفعاء البطريرك الدويهي فيعطينا الرب أمنيتنا وأمنية الكنيسة المارونية بأن يصبح بطريركنا قديسا”.
وتابع: “اننا اليوم نتذكر هذين الرسولين العظيمين ونتساءل ما سبب قداستهما العظيمة ولماذا هما مميزين، مع أنهما لم يكونا متفقين مع بعضهما في حياتهم على الأرض فكان كل واحد منهما بروحانية وفي اتجاه، ومع ذلك وضعت لهم الكنيسة عيدهم في اليوم ذاته، لماذا لأنهما كانا متفقين على يسوع، متفقين بالايمان ولأنهما قطبين أساسيين من أقطاب الكنيسة يجمعان الشرق والغرب ،الشمال والجنوب ويجتمعان حول يسوع المسيح ليقولان لنا أن اختلافنا في الرأي وبوجود يسوع في قلبنا ليس هناك من مشكلة”.
وقال: “في هذا العيد انهما يعلماننا أن يسوع المسيح ما زال هو الهدف والاساس والمحور في حياتنا، فليس هناك من مشاكل حتى لو كنا في عقلية مختلفة أو روحانية مختلفة وبتوجهات واختبارات مختلفة وتطلعات مختلفة”.
وأضاف: “في انجيل اليوم نجد تكملة لانجيل الأحد الماضي، عندما اختار سيدنا يسوع المسيح تلاميذه وأعطاهم سلطة وقوة هي نفسها التي كان يتحلى بها كطرد الارواح النجسة واجتراح العجائب، ونحن أيضا نؤمن بأنه أعطاها للبطريرك اسطفان الدويهي. ان يسوع المسيح قبل أن يرسل شخصا ويحمله رسالة يعطيه سلطة ولا يعطيه سلطة غير السلطة التي يملكها بكاملها وحدد لهم الطريق التي يجب أن يسيروا عليها فمنعهم عن الوثنيين والسامريين الذين يدمجون عبادة الله بعبادة المال والأشخاص، فيما الرب يسوع نهانا عن عبادة أي شخص آخر أو أي شيء أخر معي وتقولون أنتم تلاميذي”.
واشار الى ان “الرسولين بطرس وبولس تعبدا للرب يسوع وحده فكان كل حياتهم ولم يكن لديهم هم في حياتهم سوى عبادة يسوع المسيح وأن يحققوا رسالة يسوع المسيح على هذه الأرض. ولم يكتف سيدنا يسوع المسيح بتوجيههم على الطريق، وانما حدد لهما الصفات التي يجب أن يتحلوا بها كرسل يسوع المسيح وهما يسيران على هذه الطريق. فقال لهما عليكما أن تكونا حكماء وودعاء من خلال عدم معاشرة الاشرار والابتعاد عنهم والابتعاد عن غير المؤمنين”.
وقال: “عليكم أن تثقوا بالرب عندها لا يعود هناك خوف في علاقتكم مع الاخرين. كما طلب منهم عدم مواجهة الأشخاص الذين لا نتيجة منهم انما علينا أن نزرع الكلمة حيثما وجدنا وأن ننتقل الى زرعها في مكان الى آخر”.
وختم: “ان هذه الحكمة عاشها مار بطرس وبولس والبطريرك الدويهي وكل انسان مؤمن بالله ويثق به. على أمل أن يرسخ فينا هذا العيد المبارك الحكمة في علاقتنا مع بعضنا البعض كي لا نعكس الا صورة الله الموجودة في حياتنا والتي عكسها مار بطرس وبولس من ألفي سنة الى الآن والى الآبد”.
وطنية