إحتفلت رعية إهدن – زغرتا بسيامة الشدياق يوسف بركات شماسا على يد المطران مارون العمار بمشاركة المطرانين بولس عبد الساتر وبولس إميل سعاده ومعاونة عدد من كهنة الرعية وبحضور عائلة المحتفى بسيامته وحشد من المؤمنين.
بعد الإنجيل المقدس، كان للمطران العمار عظة قال فيها: “سأل اليهود يسوع المسيح إلى متى تبقي نفوسنا حائرة؟ إن كنت أنت المسيح فقل لنا. هذا السؤال هو نفسه الذي نطرحه وإياكم اليوم على يوسف الذي سيرتسم شماسا اليوم هل أنت أهل لكي تحمل رسالة الشماسية ومن بعدها رسالة الكهنوت؟ إن الجواب لا يملكه أحد لأننا لسنا نحن من يضع الأسس لسؤال على هذا المستوى من الأهمية، إن من يضعه سيدنا يسوع المسيح لأنه هو من أجاب اليهود وهو من وضع الأسس لرسالته كابن الله على هذه الأرض ونحن الإكليروس نحمل هذه الرسالة. وإذا أردنا وضع أسس لرسالتنا غير أسس يسوع المسيح فنحن نخطئ ونبعد عن الحقيقة”.
وتابع: “إن سيدنا يسوع المسيح بإجابته على اليهود يتوقف عند فكرتين أساسيتين:
أولا: الأعمال التي كان يقوم بها حيث قال لليهود إذا كنتم لا تصدقوني فصدقوني من أجل الأعمال التي أقوم بها وهي أعمال حضور الله بيننا التي هي أعمال الحياة وأعمال الخير التي تميز الإنسان إذا ما كان يقوم بأعمال من عند الله أم لا”.
أضاف: “نحن أبناء الكنيسة إذا سألنا السؤال نفسه الذي طرحناه على الشماس يوسف كيف ستبرهن أنك ابن الكنيسة؟ فالجواب هو بالأعمال التي نقوم بها. وهل هذه الأعمال هي من عند الله وهل هي ترد الحياة بصورة أو بأخرى إلى إنسان، إلى مؤسسة، إلى مريض، إلى إنسان ضعيف أو إلى جاهل. هل هذه الأعمال ترد حياة الله. هذا هو التحدي الكبير الذي أمامنا كإكليروس أو علمانيين مكرسين في الكنيسة وكمعمدين في الكنيسة هو هل أعمالي التي أعملها فيها حياة الله وترد حياة الله لمن لا حياة لله فيه. وعلى يوسف اليوم أن يتذكر كل عمل يقوم به كما عليه أن يدرك أن هناك هدفا لهذا العمل وأن نحافظ على حياة الله وأن نرد حياة الله من خلال أعمالنا.
ثانيا: الخراف التي تعرف الراعي وتتبعه وتثق به لأنه يقودها إلى مراع خصبة، فهذه العلاقة ما بين الراعي والخراف هي مقياس آخر لأعمالنا إذا ما كانت من أعمال الله أم من ذاتنا أم من آخرين”.
واردف: “وتسألني أين سأفتش عن هذا المرعى الخصيب أجيبك: في بيتك وعائلتك الصغيرة ورعيتك والمنطقة التي تعيش فيها وليس بعيدا، فخرافك الموجودون بقربك هم الأولى بالاهتمام. إن التحدي الأكبر أن تأخذ هؤلاء الخراف إلى المرعى الخصيب من خلال حضورك كراع لهم”.
وقال: “الهروب الى البعيد سهل لكنه ليس الرسالة الحقيقية التي يدعونا إليها سيدنا يسوع المسيح. ونأمل أن تكون الرسالة التي ستعيشها من خلال أعمالك ومن خلال علاقتك المميزة مع خرافك شهادة حية لله الموجود فيك وفي عائلتك وفي رعيتك وفي منطقتك المميزة بحضور الله فيها عبر التاريخ. والرب سيبارك كل خطوة حقيقية تقوم بها”.
وتوجه أخيرا الى الشدياق بركات قائلا: “لا تعتقد أن وصولك إلى رتبة شماس اليوم هو نهاية الطريق لأنه عليك أن تبقى تستمر في تقبل النصائح لكل من تعيش هذه الرسالة معهم لتكون رسالتك مثمرة وتقودك ورعيتك إلى مراع خصبة وإلى الخير وتقودك إلى الكهنوت المقدس”.
وطنية