ترأس النائب البطريركي على أبرشية زغرتا – اهدن المطران مارون العمار قداس العيد، بمشاركة راعي ابرشية مار مارون بروكلين – أميركا المطران غريغوري منصور يمين والخوري يوحنا مخلوف، وخدمته جوقة الرعية وحضره حشد من المؤمنين.
بعد الانجيل المقدس، كانت عظة للمطران العمار، قال فيها: “أيها الاخوة والاخوات المباركون، أتوجه اليكم بهذه الكلمة، طالبا من الله أن يعيد عليكم عيد الميلاد المجيد وأنتم تنعمون بدفء الكلمة المتجسد بيسوع المسيح ، وبالسلام الذي حمله الى ربوعنا ، وأن تتوالى السنون عليكم وأنتم بألف خير بعيدا عن الحروب والانقسامات والتهديدات التي نعيشها في هذه الايام”.
وأضاف: “تطل علينا الأعياد هذه السنة ووطننا بلا رئيس، وحكومتنا تتعثر بحماية أبنائها وبخاصة العسكريين منهم، ومجلس نيابي لا يقوم بمهامه الأساسية، تدعو هذه الظروف الانسان العادي الذي لا يؤمن الا بالحساب والمادة الى اليأس والهروب، ولكن بالنسبة لنا واستنادا الى ما تعلمنا اياه أمنا الكنيسة، تدفعنا الظروف الى فحص ضمير ايماني ووطني استنادا الى ما قدمه الينا يسوع في الميلاد”.
وتابع: “يسوع الكلمة الذي به خلق الله العالمين أصبح مثلنا محدودا بالزمان والمكان ليعلمنا كيف نستطيع أن نغلب من خلال محدوديتنا وضعفنا كل قوى الشر ونتجه بانسانيتنا نحو السماء. يسوع المرسل من الآب الى أرضنا حمل الرسالة بكل أمانة وثقة معتبرا أنها وحدها الطريق الى الحياة. هذه الأمانة المطلقة لرسالته جعلته يعيش على الأرض أقوى من كل قواها لأنه كان متصلا بالسماء ويعمل عمل السماء ويعلم تعاليم السماء”.
ولفت الى “أن يسوع:أحب هذه الأرض حتى بذل نفسه في سبيل أبنائها، ولكن حبه كان مضاء من انوار محبة الآب السماوي. عاش يسوع المتجسد تواصلا وجوديا دائما مع الآب السماوي، فأكسبه هذا التواصل قوّة لا يقهرها الشيطان وعزما لا يخاف فيه من سلطة أرضية ،وتعاليا لا يوازيه مركزاجتماعي أو رفعة مادية”.
وتابع: “تعالوا أيها الأخوة والأخوات نتعلّم من يسوع .ان قوتنا نكتسبها من ثقتنا بالآب السماوي سيّد الحياة الأبدية .نتعلّم الاّنهرب من أمامصعوبة مادية تجابهنا ولو كانت هذه الصعوبة كبيرة أحيانا .تبقى صعوبة هذه الارض فيها ولا يمكنها أن ترقى حيث يضعنا عمادنا في مصاف القديسين ،وتذهب بنا رسالتنا المسيحية الصادقة الى ديار الخلود”.
وأضاف: “نتعلم من يسوع أن زرعنا، كما زرع يسوع، في هذا الشرق الحبيب، ومنه سنحمل رسالتنا كبيرة وعظيمة في عيني الرب .هل نحن مستعدون لحملها؟ مرت صعوبات كثيرة على آبائنا وأجدادنا وكانت أحيانا أكثر فتكا مما نمر به الآن، وعلى الرغم من ذلك حملوا الرسالة وأوصلوها الينا بكل فخر واعتزاز وايمان قويم .هل نتعظ منهم؟ نتعلم من يسوع ألا نخاف على هويتنا لأنها أبدية ومصدرها الهي ولا على مصيرنا لأن طريق الحياة واضحة أمامنا ونعرف ما هو الهدف ـ ولا على مستقبل أولادنا لأن ما يقدمه هذا الشرق يبقى مميزا ولا نجده بسهولة في أماكن أخرى”.
وختم العمار قائلا: “أعاد الله هذه الأعياد لسنين عديدة، وبارك عيالكم واحباءكم وكثر جناكم من تعب يديكم، وقادكم على طريق الملكوت .آمين.”
وفي ختام القداس، توجه العمار للمؤمنين، قائلا: “ولد المسيح هللويا”، واعتذر عن تقبل التهاني في العيد بسبب وفاة المطران هكتور الدويهي، طالبا الصلاة لراحة نفسه مذكرا بمراسم الدفن التي ستقام لراحة نفسه.
وفي دير مار انطونيوس قزحيا، في قضاء زغرتا، ترأس رئيس الدير الاب ميخائيل فنيانوس قداس العيد، في كنيسة الدير، بمعاونة الحبساء في المحبسة، وبحضور رؤساء بلديات المنطقة، امنيين، عسكريين وحشد من المؤمنين.
والقى الاب فنيانوس عظة تناول فيها معاني عيد الميلاد “الذي يرمز الى المحبة والتسامح والعطاء”.