لدى التفكير في أفضل طريقة للصلاة، يتخيّل العديد من الأشخاص مكاناً هادئاً يجثون فيه ويرفعون أيديهم نحو خالقهم. لكن ماذا لو كان “صحّياً” أو حتّى “نافعاً” أن نكون غاضبين وأن نشرح لله كلّ ما يزعجنا؟
تلك هي الطريقة التي صلّى من خلالها الأخ كريستوفر دانيالز من أطلنتا في جورجيا، عندما أراد أن يعرف حقيقة دعوته الكهنوتية، خاصّة وأنّه ناضل مع الغضب والارتباك وفكرة الاستسلام التام لله، قبل إدراكه ما الذي سيسعده حقاً.
يقول الأخ دانيالز “كنت غاضباً للغاية على الله لأنني لم أشأ أن أكون هناك، وصرخت قائلاً: ماذا؟ أعطيتك سنة من حياتي كمرسل فماذا فعلت أنت؟ أرسلتني إلى معهد اللاهوت، وهذا ليس ما أردتُه. كانت لديّ فكرة تقضي بأن أعطي فتعطيني أنت بالمقابل”. لكنّ الأخ دانيالز عاد وقال إنّه سرعان ما عرف أنّ الله ليس كآلة تعطينا المشروبات والسكاكر، بل هو أب محبّ ولديه خطّة.
وبناء على كلمات الأخ دانيالز التي أوردها موقع romereports.com الإلكتروني، بدأ باستكشاف الإمكانيات التي تخوّله أن يصبح كاهناً، وذلك عبر خطوات صغيرة. فانطلق لمواجهة مخاوفه، بما فيها فكرة خسارة طريقة عيشه وصديقته آنذاك وحرّيته. وفي الواقع، حمل كلّ تلك الأفكار إلى الله بغضب، وحصل على أكثر من الجواب الذي كان يبحث عنه.
“عندما تكونون غاضبين، تكلّموا مع الله، لكن انتظروا لتسمعوا جوابه. هذا هو المفتاح. نحن نغضب مراراً، والله يرغب في أن يسمع شكوانا، حتّى لو كانت غاضبة”.
تجدر الإشارة إلى أنّ الأخ كريستوفر أمضى 8 أيام في رياضة روحية صامتة، شرح خلالها لله كلّ ما يزعجه ويغضبه (وهو حالياً في روما يدرس اللاهوت ليصبح كاهناً). وفيما كان يبحث عن جواب خلال هذا الوقت، لم يظنّ يوماً أنّه سيأتي بشكل سلام عارم. “أدركت أنني في سلام، وأنّ هذا السلام هو ما كنت أبحث عنه في كلّ شيء آخر، بدلاً من التخلّي عن كلّ شيء واتّباع المسيح. كان السلام يقضي بأن أعرف أنني محبوب وأنني قد أحبّ كلّياً، بدون أن أخشى خسارة ذلك. عندها، استطعت أن أقول للمسيح: نعم، إن كنتَ تريد هذا لي، فنَعم”.
زينيت